للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: ثنا سويدٌ، قال: أخبرنا ابنُ المبارك، عن سفيان، قال: سمعتُ السُّديَّ يقولُ في قوله: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ﴾. قال: هو الرجلُ يريد أن يَظْلِمَ -أو قال: يَهُمُّ بمعصية الله (١) - أحسَبه قال: فينْزِعُ عنه (٢).

حدَّثني الحارث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا سفيان الثوري، عن عبدِ اللهِ بنِ عثمان بن خُثيم، عن شهرِ بنِ حَوشَبٍ، عن أبي الدرداء في قوله: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ﴾. قال: الوجَلُ في القلب كإحراق (٣) السَّعَفةِ (٤)، أما تجد له قُشَعْرِيرَةً؟ قال: بلى. قال: إذا وجدت ذلك في القلبِ فادعُ اللَّهَ؛ فإن الدعاء يذهَبُ بذلك (٥).

حدَّثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ﴾. قال: فَرَقًا من الله ، ووَجَلًا من الله، وخوفًا من الله (٦).

وأما قوله: ﴿زَادَتْهُمْ إِيمَانًا﴾. فقد ذكرتُ قول ابن عباس فيه.

وقال غيره فيه ما حدَّثني المثنى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا عبدُ اللهِ بنُ أَبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الربيع: ﴿وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا﴾. قال:


(١) سقط من: م.
(٢) تفسير الثورى ص ١١٥، وعنه ابن المبارك في الزهد (١٣٩ - زوائد نعيم) وطمس أول إسناده، ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٦٥٥، وأخرجه البيهقي في الشعب (٧٣٧) من طريق سفيان به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٦٢ إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وأبى الشيخ.
(٣) في ت ١، س، ف: "كاختراق".
(٤) السعفة: واحدة السعف، وهى أغصان النخلة، وقيل: السعفة النخلة نفسها. ينظر اللسان (س ع ف).
(٥) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٦٢ إلى المصنف والحكيم الترمذى وأبى الشيخ.
(٦) ذكر أوله ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٦٥٥ معلقا.