للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلمَّا رأَوْا قلةَ المسلمين قالوا: ﴿غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ﴾ (١).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾، إلى قولِه: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾. قال: رأَوْا عِصابةً مِن المؤمنين شرَدتْ (٢) لأمرِ اللهِ. وذُكِر لنا أن أبا جهلٍ عدوَّ اللَّهِ لمَّا أشْرَف على محمدٍ ، وأصحابِه، قال: واللَّهِ لا يُعْبَدُ اللَّهُ بعدَ اليومَ. قَسْوةً (٣) وعُتُوًّا (٤).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، قال: قال ابن جريجٍ في قولِه: ﴿إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾. قال: ناسٌ كانوا مِن المنافقين بمكةَ، قالوه يومَ بدرٍ، وهم يومَئذٍ ثلاثمائةٍ وبضعةَ عشَرَ رجلًا (٥).

قال: حدَّثني حجاجٌ، عن ابن جُريجٍ في قولِه: ﴿إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾. قال: لمَّا دنا القومُ بعضُهم مِن بعضٍ، فقلَّل اللهُ المسلمين في أعينِ المشركين، وقلَّل المشركين في أعينِ المسلمين، فقال المشركون: ﴿غَرَّ هَؤُلَاءِ دِينُهُمْ﴾. وإنما قالوا ذلك مِن قلتهم في أعينِهم، وظنُّوا أنهم سيَهْزِمونهم لا يَشْكُّون في ذلك، فقال اللهُ: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾.


(١) أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٧١٦ أثر الحسن وحده من طريق محمد بن عبد الأعلى به، وأخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/ ٢٦٠، ٢٦١ عن معمر به وسمى المجهول الكلبى، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ١٩١ إلى ابن المنذر.
(٢) في م، ومصدرى التخريج: "تشددت". وفى ف: "سردب". وشرد القوم: ذهبوا. التاج (ش رد).
(٣) في ت ١، ف: "فسبوه".
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٧١٧ من طريق يزيد به.
(٥) ذكره ابن كثير في تفسيره ٤/ ١٩، وليس فيه: " وهم يومئذ".