للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحسنُ (١): إنهما قالا: ﴿قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ (٢).

حَدَّثَنِي المثنّي، قال: حَدَّثَنَا آدمُ العَسْقَلانِيُّ، قال: حَدَّثَنَا أبو جعفرٍ، عن الربيعِ، عن أبي العاليةِ في قولِه: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ﴾. قال: إن آدمَ لمَّا أصاب الخطيئةَ، قال: ياربِّ أرأَيْتَ إن تبتُ وأصلحتُ؟ فقال اللهُ: إذن أَرْجِعَك إلى الجنةِ. فهى مِن الكلماتِ. ومِن الكلماتِ أيضًا: ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ (٣).

حدَّثَنِي موسي، قال: حَدَّثَنَا عمرُو بنُ حمادٍ، قال: حَدَّثَنَا أسباطُ، عن السديِّ: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ﴾. قال: ربِّ، ألم تَخْلُقْنى بيدِك (٤)؟ قيل له: بلى. قال: ونفَخْتَ فيَّ مِن رُوحِك؟ قيل له: بلى. قال: وسبَقَت رحمتُك (٥) غضبَك؟ قيل له: بلى. قال: ربِّ، هل (٦) كتبْتَ هذا عليَّ؟ قيل له: نعَم. قال: ربِّ، إن تبتُ وأصلحتُ هل أنت راجِعى إلى الجنةِ؟ قيل له: نعَم. قال الله تعالى: ﴿ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى﴾ (٧) [طه: ١٢٢].


(١) في ت ١، ت ٢، ت ٣: "الحسين".
(٢) ذكره ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٩١ عقب الأثر (٤١٠) معلقا. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٥٩ إلى عبد بن حميد.
(٣) ذكره ابن كثير في تفسيره ١/ ١١٦ عن أبي جعفر به.
(٤) في الأصل، ت ١: "بيديك".
(٥) بعده في الأصل: "إلى".
(٦) بعده في م: "كنت".
(٧) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٩٠ عقب الأثر (٤٠٧) من طريق عمرو به. وأخرجه سعيد بن منصور في سننه (١٨٦ - تفسير) -ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه ٧/ ٤٣٣ - عن الحسن بن يزيد الأصم، =