للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نارًا. قال: فقال له العباسُ: قَطَعتَ رَحِمَكَ. قال: فسَكتَ رسولُ اللَّهِ فلم يُجبْهم، ثم دخَل. فقال ناسٌ: يأخُذُ (١) بقَوْلِ أبي بكرٍ. وقال ناسٌ: يَأخُذُ (٢) بقَولِ عمرَ. وقال ناسٌ: يأخُذُ بقَولِ عبدِ اللَّهِ بن رَواحةَ. ثم خَرَجَ عليهم رسولُ اللَّهِ ، فقال: "إن اللَّهَ لَيُلَيِّنُ قلوبَ رجالٍ حتى تكونَ ألينَ من اللَّبَنِ، وإن اللَّهَ لَيُشَدِّدُ قلوبَ رجالٍ حتى تكونَ أشدَّ من الحجارةِ، وإن مَثَلَك يا أبا بكرٍ مَثَلُ إبراهيمَ، قال: ﴿فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [إبراهيم: ٣٦]، ومَثَلَك يا أبا بكرٍ مَثَلُ عيسى، قال: ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ﴾ الآية [المائدة: ١١٨]، ومَثَلَك (٣) مَثَلُ نوحٍ، قال: ﴿رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا﴾ [نوح: ٢٦]، ومَثَلَك (٣) كمَثَلِ موسى، قال: ﴿رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ﴾ [يونس: ٨٨] ". قال رسولُ اللَّهِ : "أنتم اليومَ عالةٌ، فلا يَنْفَلِتَنَّ أحدٌ منهم إلا بفِداءٍ أو ضَرْبٍ عُنُقٍ". قال عبدُ اللَّهِ بنُ مسعودٍ: إلا سُهيلَ ابنَ بيضاءَ؛ فإني سمعتُه يذكُرُ الإسلامَ. فَسَكَتَ رسولُ اللَّهِ ، فما رأيتُني في يوم أخوفَ أن تقَعَ عليَّ الحجارةُ مِن السماءِ منى في (٤) ذلك اليومِ، حتى قال رسولُ اللَّهِ : "إلا سُهيلَ ابنَ بيضاءَ". قال: فأنزلَ اللَّهُ: ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ﴾، إلى آخرِ الثلاثِ الآياتِ (٥).


(١) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "تأخذ".
(٢) في ص، ت ٢: "نأخذ".
(٣) بعده في م: "يا ابن رواحة".
(٤) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "من".
(٥) أخرجه المصنف في تاريخه ٢/ ٤٧٦ بهذا الإسناد، وأخرجه ابن أبي شيبة ١٢/ ٤١٧، ١٤/ ٣٧٠، وأحمد ٦/ ١٣٨ (٣٦٣٢)، والترمذى (١٧١٤، ٣٠٨٤)، وابن مردويه - كما في تخريج الكشاف للزيلعي ٢/ ٣٥ - ٣٧، وأبو نعيم في الحلية ٤/ ٢٠٧، ٢٠٨، والبيهقى ٦/ ٣٢١، والواحدى في أسباب النزول ص ٢٣٦، ٢٣٧ من طريق أبي معاوية به، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٥/ ١٧٣١، والطبراني (١٠٢٥٨، ١٠٢٥٩)، والحاكم ٣/ ٢١، والبيهقي في الدلائل ٣/ ١٣٨ من طريق الأعمش به.