للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنتَ؟ فيقولُ: نَصْرانيٌّ. واليهوديُّ، فيقولُ: يهوديٌّ. والصَّابِئُ، فيقولُ: صابئٌ. والمشركُ يقولُ إذا سألتَه: ما دينُك؟ فيقولُ: مُشْرِكٌ. لم يكنْ ليقولَه أحدٌ إلا العربَ (١).

حدَّثنا ابن وَكيعٍ، قال: ثنا عمرٌو العَنْقَزِيُّ، عن أسباطَ، عن السُّدِّيِّ: ﴿مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ﴾. قال: يقولُ: ما كان ينبغى لهم أن يَعْمُرُوها (٢).

حدَّثنا ابن وكِيعٍ، قال: ثنا عمرٌو، عن أسباطَ، عن السُّدِّيِّ: ﴿شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ﴾. قال: النصرانيُّ يقالُ له: ما أنتَ؟ فيقولُ: نصرانيٌّ. واليهوديُّ يقالُ له: ما أنتَ؟ فيقولُ: يهوديٌّ. والصَّابئٌّ يقالُ له: ما أَنتَ؟ فيقولُ: صابئٌ.

وقوله: ﴿أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ﴾. يقولُ: بَطَلَت وذَهَبَت أَجورُها؛ لأنها لم تكنْ للهِ، بل كانت للشيطانِ، ﴿وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ﴾. يقولُ: ماكِثون فيها أبدًا، لا أحياءً ولا أمواتًا.

واختَلَفَت القرأةُ في قراءةِ قولِه: ﴿مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ﴾؛ فقرَأ ذلك عامةُ قرأةِ أهلُ المدينةِ والكوفةِ: ﴿مَسَاجِدَ اللَّهِ﴾ على الجماعِ.

وقرَأ ذلك بعضُ المَكِّيِّين والبَصْرِّيين: (مَسْجِدَ اللهِ) على التوحيدِ (٣)، بمعنى: المسجد الحرامِ.


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٧٦٥ من طريق أحمد بن مفضل به.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٧٦٥ من طريق أسباط به.
(٣) وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو. وقرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي ﴿مساجد الله﴾ على الجمع. ينظر السبعة ص ١١٣، والتيسير ص ٩٦.