للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن ابنِ عباسٍ: ﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِي﴾: الذي أخَذْتُ في أعْناقِكم للنبىِّ محمدٍ إذ جاءكم، ثم ﴿أُوفِ بِعَهْدِكُمْ﴾ أى: أُنْجِزْ لكم ما وعَدْتُكم عليه بتصديقِه واتباعِه، بوضعِ ما كان عليكم مِن الإصْرِ والأغْلالِ التى كانت في أعْناقِكم بذنوبِكم التى كانت مِن أحداثِكم (١).

حدَّثنى المُثَنَّى، قال: حدَّثنا آدمُ، قال: حدَّثنا أبو جعفرٍ، عن الربيعِ، عن أبي العاليةِ في قولِه: ﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ﴾. قال: عهدُه إلى عبادِه؛ دينُه (٢) الإسلامُ أن يَتَّبِعوه، ﴿أُوفِ بِعَهْدِكُمْ﴾. يعنى الجنةَ (٣).

حدَّثنى موسى بنُ هارونَ، قال: حدَّثنا عمرُو بنُ حمادٍ، قال: حدَّثنا أسْباطُ، عن السُّدىِّ: ﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ﴾: أمّا ﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِي﴾، فما عهِدْتُ إليكم في الكتابِ، وأمّا ﴿أُوفِ بِعَهْدِكُمْ﴾، فالجنةُ، عهِدْتُ إليكم أنكم إن عمِلْتُم بطاعتى أدْخَلْتُكم الجنةَ (٤).

حدَّثنا القاسمُ، قال: حدَّثنا الحسينُ، قال: حدَّثنى حجَّاجٌ، عن ابنِ جُريجٍ في قولِه: ﴿وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ﴾ قال: ذلك الميثاقُ الذي أخَذ عليهم في "المائدةِ": ﴿وَلَقَدْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا﴾ إلى آخرِ الآيةِ. فهذا عهدُ اللهِ الذي عهِد إليهم، وهو عهدُ اللهِ فينا، فمن أوْفَى بعهدِ اللهِ وفَى اللهُ له بعهدِه.


(١) سيرة ابن هشام ١/ ٥٣٤. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٩٥، ٩٦ (٤٣٨، ٤٤١) من طريق سلمة به.
(٢) في م: "دين".
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ٩٥، ٩٦ (٤٣٩)، وعقب (٤٤١) من طريق آدم به.
(٤) ذكره ابن كثير في تفسيره ١/ ١١٨ عن السدي.