للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقولُ الله: [فأنا فاعلٌ ذلك به وناصِرُه، كما نَصَرْتُه إذ ذاك] (١) وهو ثاني اثنين (٢).

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنى حَجَّاجٌ، عن ابن جُرَيْجٍ، عن مجاهد قوله: ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ﴾. قال: ذَكَر ما كان في أوَّلِ شأنه حينَ بُعِث، فالله فاعل به كذلك، ناصِرُه كما نَصَره إذ ذاك ﴿ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ﴾.

حدثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ﴾. قال: فكان صاحبه أبو بكر، وأما الغارُ فجبلٌ بمكة يقال له: ثَوْرٌ (٣).

حدثنا عبد الوارث بنُ عبدِ الصمد، قال: ثنى أبي، قال: ثنا أبان العطار، قال: ثنا هشام بن عُرْوةَ، عن عُرْوةَ، قال: لما خرج النبي وأبو بكرٍ، ، وكان لأبي بكرٍ منيحةٌ (٤) مِن غَنَمٍ تروح على أهله، فأرسل أبو بكرٍ عامر بن فهيرة في الغنم إلى ثورٍ. وكان عامرُ بنُ فُهَيرةَ يَرُوحُ بتلك الغنم على النبي بالغار في ثورٍ، وهو الغارُ الذي سَمَّاه الله في القرآن (٥).

حدثني يعقوب بن إبراهيم بن جُبَيرٍ الواسِطِيُّ، قال: ثنا عَفَّانُ وحبَّانُ، قالا: ثنا همامٌ، عن ثابت، عن أنس، أن أبا بكرٍ، ، حَدَّثهم قال: بَيْنَا أنا مع رسول الله في الغار وأقدامُ المشركين فوق رءوسنا، فقلتُ: يا رسول الله، لو أن


(١) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "وكل به كذلك ناصركم كما نصره".
(٢) تفسير مجاهد ص ٣٦٩ ومن طريقه ابن أبي شيبة ١٤/ ٣٣٣، وابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٧٩٨، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢٣٩ إلى ابن المنذر وأبى الشيخ.
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢٤٣ إلى أبي الشيخ.
(٤) المنيحة: الشاة والناقة المعارة للبن. ينظر اللسان (م ن ح).
(٥) أخرجه المصنف في تاريخه ٢/ ٣٧٥ - ٣٧٧ مطولا.