للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نَجيحٍ، عن مجاهد: ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا﴾. قال: شَبَابًا وشُيُوخًا، وأغنياءَ ومساكيَن.

حدَّثنا بِشْرٌ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال: قال الحسنُ: شُيُوخًا وشُبَّانًا (١).

حدَّثني سعيدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا بَقِيَّةُ، قال: ثنا حريزٌ (٢)، قال: ثنى حِبَّانُ (٣) بنُ زيدٍ الشَّرْعَبِيُّ، قال: نَفَرْنا مع صفوان بن عمرو، وكان واليًا على حِمْصَ قِبَلَ الأُفْسُوسِ (٤)، إلى الجَرَاجمةِ (٥)، فَلَقِيتُ شَيْخًا كبيرًا هِمًّا (٦) قد سَقَط حاجِباه على عَيْنَيْهِ مِن أهل دمشقَ على راحلته فيمَن أغارَ، فأقبَلتُ عليه فقلتُ: يا عم، لقد أعذَر الله إليك. قال: فرَفَع حاجبيه، فقال: يا ابن أخى، اسْتَنْفَرَنَا اللهُ خِفافًا وثِقالًا، مَن يُحِبَّه الله يَبْتَلِه، ثم يُعِيدُه فيَبْتَليه (٧)، وإنما يتبتلى الله من عبادِه مَن شَكَر وصَبَر وذَكَر ولم يَعْبُدُ إلا الله.

حدَّثنا أحمد بن إسحاق، قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا إسماعيلُ، عن أبي صالحٍ: ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا﴾. قال: كلُّ شَيْخٍ وشابٍّ.

وقال آخرون: معنى ذلك مَشاغِيلُ وغيرُ مَشاغِيلَ.


(١) أخرجه ابن أبي شيبة ٥/ ٣٠٦ من طريق قتادة به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢٤٦ إلى أبى الشيخ.
(٢) في م، ت ١: "جرير". وينظر تهذيب الكمال ٥/ ٥٦٨.
(٣) في ص، ف: "حيان". وينظر تهذيب الكمال ٥/ ٣٣٦.
(٤) الأفسوس: بلد بثغور طرسوس، يقال إنه بلد أصحاب الكهف، وطرسوس مدينة بثغور الشام بين أنطاكية وحلب وبلاد الروم. معجم البلدان ١/ ٣٣٠، ٣/ ٥٣٦.
(٥) الجراجمة: قوم من العجم بالجزيرة أو نَبَط الشام. التاج (جرجم).
(٦) الهِمُّ: الشيخ الكبير البالى، وجمعه أهمام. اللسان (هـ م م).
(٧) في م: "فيبقيه".