للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واحدة ما يأتى على ذلك كلِّه أَجْمَعَ" (١).

وأمَّا قوله: ﴿فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ﴾. فإنه يعنى: وهذه المساكنُ الطيِّبةُ التي وَصَفَها جلّ ثناؤُه في جناتِ عدنٍ.

و ﴿فِي﴾ مِن صلةِ ﴿وَمَسَاكِنَ﴾.

وقيل: ﴿جَنَّاتِ عَدْنٍ﴾. لأنها بساتينُ خُلْدٍ وإقامةٍ، لا يَطْعَنُ منها (٢) أحدٌ.

وقيل: إنما قيل لها: ﴿جَنَّاتِ عَدْنٍ﴾. لأنها دارُ اللَّهِ التي اسْتَخْلَصَها لنفسِه، ولمَن شاء مِن خلقه، مِن قولِ العربِ: عَدَنَ فلانٌ بأرضِ كذا. إذا أقامَ بها وخَلَدَ بها، ومنه المَعْدِنُ، ويقال: هو في مَعْدِنِ صدقٍ. يعنى به أنه في أصلٍ ثابتٍ. وقد أنشَد بعضُ الرواةِ بيتَ الأَعْشَى (٣):

وإن يَسْتَضِيفوا (٤) إلى حكمِه (٥) … يُضَافُوا إلى راجحٍ قد عَدَنْ (٦)

ويُنْشَدُ: قد وَزَنْ.

وكالذي قُلنا في ذلك كان ابن عباسٍ وجماعةٌ معه - فيما ذُكر - يَتَأوَّلونه.


(١) أخرجه البيهقى في البعث والنشور (٢٨١) وابن الجوزى في الموضوعات ٣/ ٢٥٢ من طريق براهيم بن سعيد به، وأخرجه ابن المبارك في الزهد (١٥٧٧)، والطبرانى في الكبير ١٨/ ١٦٠ (٣٥)، والبزار (٢٢١٧) من طريق جسر بن فرقد به، وأخرجه أبو الشيخ في العظمة ص (٦٠٩) من طريق الحسن به. .. وقال ابن كثير في البداية والنهاية ٢٠/ ٢٨٦: وهذا الحديث غريب، بل الأشبه أنه موضوع، وإذا كان الخبر ضعيفًا لم يمكن اتصاله، فإن جسرا هذا ضعيف جدا.
(٢) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "فيها".
(٣) ديوانه ص ١٩.
(٤) في م: "تستضيفوا"، وفى الديوان: "يستضافوا".
(٥) في ص، ت ١، ت ٢، س: "حلمه"، وفى ف: "حمله".
(٦) في الديوان: "رزن" بالراء، ووزن ورزن بمعنى، وكذا أيضًا: عدن، كما فسره أبو عبيدة في مجاز القرآن ١/ ٢٦٤.