للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ﴾، ولأسْتَغْفِرَنَّ له سبعين وسبعين". قال هُشَيمٌ: وأشُكُّ في الثالثةِ (١).

حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسِ قولَه: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ﴾، إلى قولِه: ﴿الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾. فقال رسولُ اللهِ : "لمَّا نَزَلَت هذه الآيةُ أسمعُ ربِّي قد رَخَّصَ لى فيهم، فواللهِ لأسْتَغْفِرَنَّ أكثرَ مِن سبعين مرةً، فلعل الله أَن يَغْفِرَ لهم". فقال اللهُ مِن شدةِ غضبِه عليهم: ﴿سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ (٢) [المنافقون: ٦].

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ﴾. فقال نبيُّ اللهِ: "قد خيَّرَنى ربِّي فلأَزِيدَنَّهم على سبعين". فأَنزَلَ اللهُ: ﴿سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ﴾ الآية.

حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ الأَعْلَى، قال: ثنا محمدُ بنُ ثَوْرٍ، عَن مَعْمَرٍ، عن قتادةَ، قال: لمَّا نَزَلَت: ﴿إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ﴾، فقال النبيُّ : "لأَزيدنَّ على سبعين". فقال اللهُ: ﴿سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ﴾ (٣).


(١) أخرجه ابن بشكوال في غوامض الأسماء المبهمة ٢/ ٦٥٨ من طريق الحسين به.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٢٦٤ إلى المصنف.
(٣) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/ ٢٨٤ عن معمر به.