للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عُبَيدِ اللهِ بن عبدِ اللهِ بن عُتْبَةَ بن مسعودٍ، عن عبدِ اللهِ بن عباسٍ، قال: سمعتُ عمرَ بنَ الخطابِ، ، يقولُ: لمَّا تُوفِّى عبدُ اللهِ بنُ أبيٍّ ابن سلولَ، دُعِى رسولُ اللهِ للصلاةِ عليه (١)، فقامَ إليه، فلما وقَف عليه يريدُ الصلاةَ، تَحوَّلْتُ حتى قُمْتُ في صدرِه، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، أَتُصَلِّي على عدوِّ اللهِ، عبدِ اللهِ بن أبيٍّ، القائلِ يومَ كذا، كذا وكذا. [أُعَدِّدُ أيامَه] (٢)، ورسولُ اللهِ يَتَبَسَّمُ، حتى إذا أكثَرتُ عليه، قال: "أَخِّرْ عنى يا عمرُ، إني خُيِّرْتُ فَاخْتَرْتُ، وقد قيل لى: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ﴾ فلو أنى أعلمُ أنى إن زِدْتُ على السبعين غُفِر له، لزِدْتُ". قال: ثم صَلَّى عليه ومَشَى معه، فقامَ على قبرِه، حتى فُرِغَ منه. قال: أتعجَّبُ (٣) لي وجُرْأتى على رسولِ اللهِ ، واللهُ ورسولُه أعلمُ، فواللهِ ما كان إلا يسيرًا حتى نَزَلَت هاتان الآيتان: ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا﴾. فما صَلَّى رسولُ اللهِ بعدَه (٤) على منافقٍ، ولا قامَ على قبرِه حتى قبَضه اللهُ (٥).

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سَلَمةُ، عن محمدِ بن إسحاقَ، عن عاصمِ بن عمرَ بن قتادةَ، قال: لما مات عبدُ اللهِ بنُ أبيٍّ، أتَى ابنُه عبدُ اللهِ بنُ عبدِ اللهِ رسولَ اللهِ ، فسأله قميصَه، فأعْطاه، فكَفَّنَ فيه أباه.

حدَّثنا المُثنى، قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثني الليثُ، قال: ثني عُقَيْلٌ، عن ابن


(١) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "إليه".
(٢) في ت ١، ت ٢، س: "أعد آثامه".
(٣) في ص، ف: "تعجب" وفى ت ١، ت ٢: "فعجب". وفى مصدر التخريج: "فعجبت" وهو أقرب.
(٤) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، س، ف. وينظر مصدر التخريج.
(٥) سيرة ابن هشام ٢/ ٥٥٢، وأخرجه أحمد ١/ ٢٥٤ (٩٥)، وعبد بن حميد (١٩)، والترمذى (٣٠٩٧)، والبزار (١٩٣)، وابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٨٥٣، وابن حبان (٣١٧٦) من طريق ابن إسحاق به.