للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لأبي عامرٍ، قالوا: حتى يأتيَ أبو عامرٍ فيُصَلِّيَ فيه. ﴿وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾: يُفَرِّقون به (١) جماعتَهم؛ لأنهم كانوا يُصَلُّون جميعًا في مسجدِ قُباءٍ، وجاءوا يَخْدعون النبيَّ فقالوا: يا رسولَ اللهِ، ربما جاء السيلُ، فقطَع بينَنا (٢) الواديَ، ويحولُ بينَنا وبينَ القومِ، فنُصَلِّي في مسجدِنا، فإذا ذَهَب السيلُ صَلَّيْنا معهم. قال: وبَنَوه على النفاقِ. قال: وانْهار مسجدُهم على عهدِ رسولِ اللهِ . قال: وألقَى الناسُ عليه النَّتِنَ (٣) والقُمامةَ، فأنزَل اللهُ: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾؛ لئلا يُصَلُّوا (٤) في مسجدِ قُباءٍ [جميعُ المؤمنين] (٥)، ﴿وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ﴾: أبي عامرٍ، ﴿وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ (٦).

حدَّثنا ابن حُمَيدٍ، قال: ثنا هارونُ، عن أبي جعفرٍ، عن ليثٍ، أن شقيقًا لم يُدْرِكِ الصلاةَ في مسجدِ بني عامرٍ، فقيل له: مسجدُ بني فلانٍ، لم يُصَلُّوا بعدُ. فقال: لا أُحِبُّ أن أُصَلِّى فيه، فإنه بُنِيَ على ضِرارٍ، وكلُّ (٧) مسجدٍ بُنِيَ ضِرارًا أو رياءً أو سمعةً، فإن أَصلَه يَنْتَهى إلى المسجدِ الذي بُنِي ضرارًا (٨).


(١) في م: "بين".
(٢) بعده في ص، م، "وبين".
(٣) في ص: "التين"، وفى، ت ١، ت ٢، س، ف: "النتن". والنتن هو الشيء الذي له رائحة كريهة من قولهم: نتن الشيء - بكسر التاء ينتن - بفتحها - فهو نتن. قاله ابن رسلان. وينظر نيل الأوطار ١/ ٤٥ في شرح حديث بئر بضاعة.
(٤) في م، ت ١، ت ٢، س: "يصلى"، وفى ف: "يصلون".
(٥) في الأصل، ص: ت ١، ت ٢، س، ف: "جميعا المؤمنون". والمثبت من "م" موافق لما في ابن أبي حاتم.
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٨٨٠ من طريق أصبغ عن ابن زيد مقتصرا على بعضه.
(٧) في الأصل، ت ١، ت ٢، س: "كمل".
(٨) في ص، م، ف: "على ضرار".