للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعليهما مَسْرُودَتَانِ قَضَاهما … داودُ أو (١) صَنَعُ السوابغ تُبَّعُ

﴿فَنَذَرُ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا﴾، يقولُ: فَنَدَعُ الذين لا يخافون عِقابَنا، ولا يُوقِنون بالبَعْثِ ولا بالنشورِ، ﴿فِي طُغْيَانِهِمْ﴾. يقولُ: في تَمرُّدِهم وعُتُوِّهم. ﴿يَعْمَهُونَ﴾. يعنى: يَتَرَدَّدون.

وإنما أخبرَ، جلّ ثناؤُه، عن هؤلاء الكفرةِ بالبعث بما أخبرَ به عنهم، مِن طُغْيانِهم وتَرَدُّدِهم فيه، عندَ تَعْجيله إجابةَ دعائِهم في الشرِّ، لو اسْتجابَ لهم، أن ذلك كان يَدْعوهم إلى التَّقَرُبِ إلى الوَثَنِ الذى يُشْرِكُ به أحدُهم، أو يُضِيفُ ذلك إلى أنه مِن فعلِه.

وبنحوِ ما قُلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ فى قولِ اللهِ: ﴿وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ﴾. قال: قولُ الإنسانِ إذا غضِب لولدِه ومالِه: لا باركَ الله فيه ولعَنه (٢).

حدَّثنى المُثَنَّى، قال: ثنا أبو حُذَيفةَ، قال: ثنا شِبْلٌ، عن ابنِ أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ﴾. قال: قولُ


(١) في النسخ: "إذ".
من هنا خرم فى مخطوط جامعة القرويين المشار إليه بالأصل وينتهى فى صفحة ٢٣٥.
(٢) تفسير مجاهد ص ٣٨٠ ومن طريقه الفريابي -كما في تغليق التعليق- ٤/ ٢٢٢، وابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٩٣٢، وعبد بن حميد في تفسيره - كما في الفتح ٨/ ٣٤٦ من طريق ابن أبي نجيح به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣٠١ إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر وأبى الشيخ.