كتاب تفسير الطبري جامع البيان - ت التركي

القول في تفسير السورة التي يذكر فيها يونس ﷺ - القول في تأويل قوله تعالى: ﴿للذين أحسنوا الحسنى وزيادة﴾. - ج: 12 - ص: 158

حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا سُويدُ بن نصرٍ، قال: أخبرنا ابن المباركِ، عن أبى بكرٍ الهُذَليِّ، قال: أخبرنا أبو تميمةَ الهُجَيْمِيُّ، قال: سمعت أبا موسى الأشعرى يَخُطُبُ على منبرِ البصرة يقولُ: إن اللهَ يَبْعَثُ يوم القيامةِ مَلَكًا إلى أهل الجنة، فيقولُ: يا أهلَ الجنةِ، هل أنْجَزَكم الله ما وعدكم؟ فيَنْظُرون (١) فيَرَون الحلِيَّ والحُللَ والثمارَ والأنهارَ والأزواج المُطَهَّرةَ، فيقولون: نعم، قد أنجزنا الله ما وعدنا. ثم يقولُ المَلَكُ: هل أنْجَزَكم الله ما وعدكم؟ ثلاثَ مَرَّاتٍ. فلا يَفْقِدون شيئًا مما وُعدوا، فيقولون: نعم. فيقولُ: قد بقى لكم شيءٌ، إن الله يقولُ: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾. [أَلَا إن الحُسْنَى الجنةُ، والزيادةَ] (٢) النظرُ إلى وَجْهِ اللَّهِ (٣).

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: أخبرنا شَبِيبٌ، عن أبانٍ، عن أبي تَميمةَ الهجيميِّ، أنه سمع أبا موسى الأشعرى يُحدِّثُ عن رسول الله Object: "إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ يومَ القيامةِ مُنادِيًا يُنادِى أهل الجنة بصوتٍ يُسْمِعُ أَوَّلَهم و (٤) آخِرَهم: إِن اللَّهَ وعدكم الحسنى وزيادةً؛ فالحسنى الجنةُ، والزيادةُ النَّظَرُ إلى وَجْهِ الرحمن" (٥).

حدَّثنا ابنُ بَشَّارٍ، قال: ثنا عبدُ الرحمن، قال: ثنا حَمَّادُ بنُ زِيدٍ، عن ثابت البنانيِّ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾. قال: النظرُ إِلى وَجْهِ ربِّهم. وقرأ: ﴿وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ﴾. قال: بَعْدَ النظرِ إِلى وَجْهِ ربِّهم (٦).

---

(١) بعده في م: "إلى ما أعد الله لهم من الكرامة".
(٢) سقط من: ص، س.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٩٤٥، واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد ٣/ ٤٥٧ - ٤٥٩ (٧٨٢، ٧٨، ٧٨٦) من طريق أبي بكر الهذلي به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣٠٥ إلى الدارقطني في الرؤية.
(٤) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، س، ف.
(٥) أخرجه ابن مردويه في تفسيره -كما في تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي ٢/ ١٢٥ - من طريق ابن وهب به.
(٦) أخرجه ابن خزيمة في التوحيد ص ١١٩، والدارمى في الرد على الجهمية ص ٥٢، وعبد الله بن أحمد =