للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان الفعلُ لواحدٍ. وأما إذا كان لاثنين، [فلا تكاد] (١) تقولُ إلا: "فاعَلْت".

﴿وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ﴾، وذلك حين تَبَرَّأَ الذين اتُّبِعوا مِن الذين اتَّبَعُوا ورَأَوا العذابَ، وتَقَطَّعَتْ بهم الأسباب؛ لمَّا قيل للمشركين: اتَّبعوا ما كنتُم تَعْبُدون من دونِ اللهِ. ونُصِبَت لهم آلهتهم، قالوا: كُنَّا نعبد هؤلاء. فقالت الآلهة لهم: ما كنتم إيَّانا تَعْبُدون.

كما حُدِّثتُ عن مسلم بن خالد، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ، قال: يكونُ يومَ القيامة ساعةٌ فيها شدةٌ، تُنصَبُ لهم الآلهة التى كانوا يَعْبُدون، فيقالُ: هؤلاء الذين كنتم تعبدون مِن دونِ اللَّهِ. فتقولُ الآلهة: والله ما كُنَّا نَسْمَعُ ولا تُبْصِرُ ولا نَعْقِلُ، ولا نعلم أنكم كنتم تعبدوننا. فيقولون: والله لإياكم كُنَّا نعبدُ. فتقول لهم الآلهة: ﴿فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ﴾ (٢).

حدَّثني يونسُ، قال: أخبرنا ابنُ وَهْبٍ، قال: قال ابنُ زِيدٍ. في قوله: ﴿وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنهم﴾. قال: فَرَّقْنا بينهم. ﴿وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ﴾ قالوا: بلى، قد كُنَّا نعبدُكم. فقالوا: ﴿كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ﴾ ما كُنَّا نسمع ولا نبصِرُ ولا نتكلَّمُ. فقال اللهُ: ﴿هُنَالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ﴾ الآية (٣).


(١) في ص، ت ١، ت ٢، س ف: "فلابد أن".
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٩٤٨، ١٩٤٩ من طريق مسلم بن خالد به مطولًا، وعزاه السيوطى في الدر المنثور ٣/ ٣٠٧ إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر وأبى الشيخ.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ١٩٤٨ من طريق آخر عن ابن زيد به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣٠٧ إلى أبى الشيخ مختصرًا.