للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقولُ تعالى ذكرُه لنبيِّه محمد : ﴿قُلْ﴾ يا محمدُ لهؤلاء المشركين باللهِ الأوثانَ والأصنامَ: ﴿مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ﴾ الغيثَ والقطرَ، ويُطلعُ لكم أم شمسَها، ويُغْطِشُ ليلَها، ويُخْرِجُ ضُحاها. وَمِن ﴿الْأَرْضِ﴾ أقواتَكم وغذاءكم الذي يُنبته لكم، وثمارَ أشجارِها؟ ﴿أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ﴾. يقولُ: أَمْ مَن ذا الذى يَملكُ أسماعَكم وأبصارَكم التي تَسْمَعون بها أن يزيدَ في قُواها، أو يَسْلُبَكموها فيَجْعَلَكم صُمًّا، وأبْصارَكم التي تُبصرون بها، أن يُضيئَها (١) لكم [ويُنِيرها] (٢)، أو يَذْهَبَ بنورها فيجعلكم عُمْيًا لا تُبْصِرون؟ ﴿وَمَن يُخرجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ﴾. يقولُ: ومَن يُخْرِج الشيء الحى من الميتِ؟ ﴿وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ﴾. يقولُ: ومَن (٣) يُخْرِجُ الشيء الميتَ مِن الحى؟

وقد ذكرنا اختلاف المختلفين من أهل التأويلِ، والصوابَ من القول عندَنا في ذلك بالأدلةِ الدالةِ على صحتِه في سورةِ "آلِ عمرانَ"، بما أغنَى عن إعادتِه في هذا الموضِع (٤).

﴿وَمَن يُدَبِّرُ الْأَمْرَ﴾: وقلْ لهم: مَن يُدَبِّرُ أمر السماء والأرض وما فيهن، وأمْرَكم وأمْرَ الخلقِ؟ ﴿فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ﴾، يقول جل ثناؤُه: فسوف يُجيبونك بأن يقولوا: الذى يفعل ذلك كلَّه الله. ﴿فَقُل أَفَلَا تَتَّقُونَ﴾ يقولُ: أفلا تخافون عقابَ الله على شِرْككم، وادِّعائِكم ربًّا غيرَ مَن هذه الصفة صفته، وعبادتِكم معه مَن لا يرزقكم شيئًا، ولا يملكُ لكم ضَرًّا ولا نفعا، [ولا يفعَلُ فِعْلًا] (٥).


(١) في ت ٢، س: "يصيبها".
(٢) في ت ٢: "أو ينشرها".
(٣) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، س.
(٤) تقدم في ٥/ ٣٠٧ - ٣١١.
(٥) سقط من: م.