للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما وصَفْتُ- بلاءٌ لكم مِن ربِّكم عظيمٌ.

ويعنى بقولِه ﴿بَلَاءٌ﴾: نعمةٌ، كما حدَّثنى المُثَنَّى بنُ إبراهيمَ، قال: حدَّثنا أبو صالحٍ، قال: حدَّثنى مُعاويةُ بنُ صالحٍ، عن علىِّ بنِ أبى طَلْحةَ، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ﴾. قال: نعمةٌ (١).

وحدَّثنى موسى بنُ هارونَ، قال: حدَّثنا عمرُو بنُ حمادٍ، قال: حدَّثنا أسْباطُ، عن السُّدىِّ فى قولِه: ﴿وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ﴾: أما البلاءُ فالنعمةُ (٢).

وحدَّثنا سفيانُ بنُ وكيعٍ، قال: حدَّثنا أبى، عن سفيانَ، عن رجلٍ، عن مُجاهدٍ: ﴿وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ﴾. قال: نعمةٌ مِن ربِّكم عظيمةٌ (٣).

حدَّثنى المثنى، قال: حدَّثنا أبو حُذَيفةَ، قال: حدَّثنا شِبْلٌ، عن ابنِ أبى نَجيحٍ، عن مُجاهِدٍ مثلَ حديثِ سُفيانَ.

حدَّثنا القاسمُ، قال: حدَّثنا الحسينُ، قال: حدَّثنى حَجَّاجٌ، عن ابنِ جُرَيْجٍ: ﴿وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ﴾. قال: نعمةٌ عظيمةٌ.

وأصلُ البلاءِ فى كلامِ العربِ الاختبارُ والامتِحانُ، ثم يُسْتَعْمَلُ فى الخيرِ والشرِّ؛ لأن الامتحانَ والاختبارَ قد يَكونُ بالخيرِ كما يكونُ بالشرِّ، كما قال اللهُ جل


(١) أخرجه ابن أبى حاتم فى تفسيره ١/ ١٠٦ (٥٠٧) من طريق أبى صالح به.
(٢) أخرجه ابن أبى حاتم فى تفسيره ١/ ١٠٦ عقب الأثر (٥٠٧) من طريق عمرو به. وينظر ما تقدم فى ص ٦٤٨.
(٣) عزاه السيوطي فى الدر المنثور ١/ ٦٩ إلى وكيع. وذكره ابن أبى حاتم فى تفسيره ١/ ١٠٦ عقب الأثر (٥٠٧) معلقا.