للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ﴾: حَفِظوه وشَهِدوا به عليهم يومَ القيامةِ. قال ابنُ جريجٍ: قال مجاهدٌ: الأشْهادُ الملائكةُ.

حدَّثنا ابنُ وكيعٍ، قال: ثنا أبي، عن سفيانَ، قال: سألتُ الأعمشَ عن قولِه: ﴿وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ﴾. قال: الملائكةُ (١).

حُدِّثتُ عن الحسينِ بنِ الفرجِ، قال: سمِعتُ أبا معاذٍ، قال: ثنا عبيدُ بنُ سليمانَ، قال: سمِعتُ الضحاكَ يقولُ في قولِه: ﴿وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ﴾: يعني الأنبياءَ والرسلَ، وهو قولُه: ﴿وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلَاءِ﴾ [النحل: ٨٩]. قال: وقولُه: ﴿وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ﴾: يقولون: يا ربَّنا، أتيناهم بالحقِّ فَكَذَّبوا، فنحن [نشهَدُ عليهم] (٢) أنهم كَذَبوا عليك يا ربَّنا (٣).

حدَّثنا محمدُ بنُ بشارٍ، قال: ثنا ابنُ أبي عَدِيٍّ، عن سعيدٍ وهشامٍ، عن قتادةَ، عن صفوانَ بنِ مُحرِزٍ المازنيِّ (٤)، قال: بَيْنا نحن بالبيتِ مع عبدِ اللَّهِ بنِ عمرَ وهو يطوفُ، إذ عَرَضَ له رجلٌ، فقال: يا بنَ عمرَ، ما سمِعتَ رسولَ اللَّهِ يقولُ في النَّجْوى؟ فقال: سمِعتُ نبيَّ اللَّهِ يقولُ: "يَدْنو المؤمنُ (٥) مِن ربِّه حتى يَضَعَ عليه كَنَفَه، فيُقَرِّرُه بذنوبِه، فيقولُ: هل تعرِفُ كذا؟ فيقولُ: ربِّ أعرِفُ. مرتين، حتى إذا بلَغ به ما شاء اللَّهُ أن يَبْلُغَ، قال: فإني قد سترتُها عليك في الدنيا، وأنا


(١) ذكره القرطبي في تفسيره ٩/ ١٨ عن سفيان به.
(٢) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، س، ف.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ٢٠١٧ من طريق أبي معاذ به، دون آية النحل.
(٤) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "البازي".
(٥) في ص، س: "المرء"، وفي ف: "العبد".