للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه، ﴿وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾: وما أنا بمُقْصٍ مَن آمَن باللَّهِ، وأقرَّ بوحدانيتِه، وخَلَعَ الأوثانَ، وتَبَرَّأَ منها، بأن لم يكونوا مِن عِلْيَتِكم وأشرافِكم؛ ﴿إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ﴾. يقولُ: إن هؤلاء الذين تسألوني طَرْدَهم، صائِرون إلى اللَّهِ، واللَّهُ سائلُهم عما كانوا في الدنيا يعملون، لا عن [شَرَفِهم وحَسَبِهم] (١).

وكان قيلُ نوحٍ ذلك لقومِه؛ لأن قومَه قالوا له، كما:

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابنِ جريجٍ قولَه: ﴿وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾. قال: قالوا له: يا نوحُ، إن أحببتَ أن نَتَّبِعَك فاطرُدْهم، وإلا فلن نَرْضَى أن نكونَ نحن وهم في الأمرِ سواءً، فقال: ﴿وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ﴾، فيسألُهم عن أعمالِهم (٢).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابنِ جريجٍ، وحدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابنِ أبي نجيحٍ (٣)، جميعًا عن مجاهدٍ قولَه: ﴿إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ﴾. قال: جزائي (٤).

حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا أبو حذيفةَ، قال: ثنا شبلٌ، عن ابنِ أبي نجيحٍ. عن مجاهدٍ مثلَه (٤).

قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا عبدُ اللَّهِ، عن ورقاءَ، عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ مثلَه (٤).


(١) في ت ١، ت ٢، ف: "سوقهم وحسنهم".
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣٢٦ إلى أبي الشيخ.
(٣) في ف: "جريج".
(٤) تفسير مجاهد ص ٣٨٦، ومن طريقه أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ٢٠٢٣.