للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثنا ابنُ أبي مريمَ، قال: أخبرنا موسى بنُ يعقوبَ، قال: ثنى فائدٌ (١) مولى عبيدِ اللَّهِ بنِ عليِّ بنِ أبي رافعٍ، أن إبراهيمَ بنَ عبدِ الرحمنِ بنِ أبي ربيعةَ، أخبرَه أن عائشةَ زوجَ النبيِّ أخبرَتْه، أن رسولَ اللَّهِ قال: "لو رَحِمَ اللَّهُ أحدًا مِن قومِ نوحٍ لرَحِمَ أمَّ الصَّبِيِّ". قال رسولُ اللَّهِ : "كان نوحٌ مَكَثَ في قومِه ألفَ سنةٍ إلا خمسين عامًا يَدْعوهم إلى اللَّهِ، حتى كان آخِرُ زمانِه غَرَسَ شجرةً، فعَظُمَت وذَهَبَت كلَّ مذهبٍ، ثم قَطَعَها، ثم جَعَلَ يعملُ سفينةً، ويَمُرُّون فيَسْألونه، فيقولُ: أعملُها سفينةً. فيَسْخَرون منه ويقولون: تعملُ (٢) سفينةً في البرِّ، فكيف تَجْرِي؟ فيقولُ: سوف تَعْلَمون. فَلَما فَرَغَ منها، وفارَ التَّنُّورُ، وكَثُرَ الماءُ في السِّكَكِ، خَشِيَتْ أمُّ الصَّبِيِّ (٣) عليه، وكانت تُحِبُّه حبًّا شديدًا، فخَرَجَت إلى الجبلِ، حتى بَلَغَت ثُلُثَه، فلما بَلَغَها الماءُ خَرَجَت حتى بَلَغَت ثُلُثَي الجبلِ، فلما بَلَغَها الماءُ خَرَجَت حتى اسْتَوَت على الجبلِ، فلما بَلَغَ الماءُ رقبتَها، رَفَعَتْه بيَدَيها (٤) حتى ذَهَبَ بها الماءُ. فلو رَحِمَ اللَّهُ منهم أحدًا لَرَحِمَ أَمَّ الصبيِّ" (٥).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، قال: ذُكِر لنا أن طولَ السفينةِ ثلاثُمائةِ ذراعٍ، وعرضَها خمسون ذراعًا، وطولَها في السماءِ ثلاثون ذراعًا، وبابَها في عرضِها (٦).


(١) في ت ١، ت ٢، س: "قائد". ينظر تهذيب الكمال ٢٣/ ١٤٢.
(٢) في ص، س: "يعمل".
(٣) في م: "صبي".
(٤) في م: "بين يديها".
(٥) أخرجه بإسناده ولفظه المصنف في تاريخه ١/ ١٨٠، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ٢٠٢٧، والحاكم ٢/ ٣٤٢ من طريق ابن أبي مريم به، وأخرجه الطبراني في الأوسط - كما في المجمع ٨/ ٢٠٠، والحاكم ٢/ ٥٤٧ من طريق موسى بن يعقوب الزمعي به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣٢٧ إلى أبي الشيخ وابن مردويه.
(٦) أخرجه بإسناده ولفظه المصنف في تاريخه ١/ ١٨١، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣٢٨ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وأبي الشيخ.