للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ﴾. قال: العذابُ، هي امرأتُه كانت من (١) الغابِرين في العذابِ (٢).

وقال آخرون: بل هو ابنُه الذي غَرِقَ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حُدِّثْتُ عن المسيَّبِ، عن أبي رَوْقٍ، عن الضحاكِ في قولِه: ﴿وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ﴾. قال: ابنُه (٣) غَرِقَ في مَن غَرِقَ.

وقولُه: ﴿وَمَنْ آمَنَ﴾. يقولُ: واحملْ معهم مَن صَدَّقَك واتَّبَعَك مِن قومِك. يقولُ اللَّهُ: ﴿وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ﴾. يقولُ: وما أقرَّ بوحدانيةِ اللَّهِ مع نوحٍ مِن قومِه إلا قليلٌ.

واختلفوا في عددِ الذين كانوا آمَنوا معه، فَحَمَلَهم معه في الفلكِ؛ فقال بعضُهم في ذلك: كانوا ثمانيةَ أنفسٍ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ﴾. قال: ذُكِرَ لنا أنه لم يتمَّ في السفينةِ إلا نوحٌ وامرأتُه وثلاثةُ بَنيه، ونساؤُهم، فجميعُهم ثمانيةٌ (٤).


(١) في ص، ت ٢، ف: "في".
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣٣٣ إلى المصنف وأبي الشيخ.
(٣) في ت ١، س، ف: "انه".
(٤) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ١٨٨ عن بشر به، وابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ٢٠٣١ من طريق سعيد بن أبي عروبة به.