للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مِنَّا﴾. يقولُ: بأمنٍ مِنَّا أنت ومَن معك مِن إهْلاكِنا، ﴿وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ﴾. يقولُ: [وبركاتٍ] (١) عليك، ﴿وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ﴾. يقولُ: وعلى قرونٍ تجيءُ مِن ذريةِ مَن معك مِن ولدِك. فهؤلاء المؤمنون مِن ذريَّةِ نوحٍ الذين سَبَقَت لهم مِن اللَّهِ السعادةُ، وبارَكَ عليهم قبلَ أن يَخلُقَهم في بطونِ أمهاتِهم وأصْلابِ آبائِهم. ثم أخبَر تعالى ذكرُه نوحًا عما هو فاعلٌ بأهلِ الشَّقاءِ مِن ذُرِّيتِه، فقال له: ﴿وَأُمَمٌ﴾. يقولُ: وقرونٌ وجماعةٌ، ﴿سَنُمَتِّعُهُمْ﴾ في الحياةِ الدنيا، يقولُ: نرزقُهم فيها ما يَتَمتَّعون به، إلى أن يَبْلُغوا آجالَهم، ﴿ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾. يقولُ: ثم نُذِيقُهم إذا وَرَدوا علينا عذابًا مؤلمًا مُوجِعًا.

وبنحوِ الذي قُلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابنُ وكيعٍ، قال: ثنا أبي، عن موسى بنِ عُبيدةَ، عن محمدِ بنِ كعبٍ القُرَظيِّ: ﴿قِيلَ يَانُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ﴾ إلى آخرِ الآيةِ. قال: دخَل في ذلك السلامِ كلُّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ إلى يومِ القيامةِ، ودخَل في ذلك العذابِ والمتاعِ كلُّ كافرٍ وكافرةٍ إلى يومِ القيامةِ (٢).

حدَّثنا ابنُ وكيعٍ، قال: ثنا أبو داودَ الحَفَرِيُّ، عن سفيانَ، عن موسى بنِ عبيدةَ، عن محمدِ بنِ كعبٍ القُرَظيِّ: ﴿قِيلَ يَانُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ﴾. قال: دخَل في السلامِ (٣) كلُّ مؤمنٍ ومؤمنةٍ، وفي


(١) كذا في النسخ، ولعل الصواب: "وببركات".
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ٢٠٤٢ من طريق وكيع به، وأخرجه أيضًا ٦/ ٢٠٤١ من طريق موسى بن عبيدة بنحو شطره الأول، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣٣٧ إلى ابن المنذر وأبي الشيخ.
(٣) في ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "الإسلام".