للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العصابةِ التي خَرَجَت مِن ذلك الماءِ وسَلِمَت (١).

حُدِّثْتُ عن الحسينِ بنِ الفرجِ، قال: سمعتُ أبا معاذٍ، قال: ثنا عبيدُ بنُ سليمانَ، قال: سمعتُ الضحّاكَ يقولُ في قولِه: ﴿يَانُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ﴾ الآية. يقولُ: بركاتٍ عليك وعلى أممٍ ممّن معك لم يُولَدوا، أوجب اللَّهُ لهم البركاتِ؛ لما سبَق لهم في علمِ اللَّهِ مِن السعادةِ، ﴿وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ﴾. يعنِي: متاعَ الحياةِ الدنيا، ﴿ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾؛ لِما سبَق لهم في علمِ اللَّهِ مِن الشقاوةِ (٢).

حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا الحجاجُ بن المنهالِ، قال: ثنا حمادٌ، عن حميدٍ، عن الحسنِ، أنه كان إذا قرأ سورةَ "هودٍ" فأتَى على: ﴿يَانُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ﴾، حتى (٣) خَتَمَ الآيةَ، قال الحسنُ: فأنْجَى اللَّهُ نوحًا والذين آمَنوا (٤)، وهَلَكَ المُتَمتِّعون. حتى ذَكَرَ الأنبياءَ، كلُّ ذلك يقولُ: أنْجاه اللَّهُ، وهَلَكَ المُتَمتِّعون.

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ في قولِه: ﴿سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾. قال: بعدَ الرحمةِ (٥).

حدَّثنا العباسُ بنُ الوليدِ، قال: أخبَرني أبي، قال: أخبرنا عبدُ اللَّهِ بنُ شَوْذَبٍ،


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ٢٠٤١، ٢٠٤٢ من طريق آخر عن ابن زيد به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣٣٦ إلى أبي الشيخ.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ٢٠٤٢ من طريق أبي معاذ ببعضه، وأخرجه أيضًا ٦/ ٢٠٤١ من طريق آخر عن الضحاك بنحوه. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣٣٧ إلى المصنف.
(٣) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، س، ف.
(٤) بعده في ف: "معه".
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ٢٠٤٢ من طريق آخر عن ابن زيد به.