للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

به، والطعامِ الذي قَدَّمَ إليهم، نَكِرَهم، وذلك أنه لمَّا قَدَّمَ طعامَه إليهم، فيما ذُكِر، كَفُّوا عن أكلِه؛ لأنهم لم يكونوا ممن يأكُلُه، وكان إمساكُهم عن أَكلِه عندَ إبراهيمَ، وهم ضِيفانُه، مُستنكَرًا، ولم تكن تُثْبِتُهم (١) معرفةٌ، ورَاعَه أمرُهم، وأوجَسَ في نفسِه منهم خِيفةً.

وكان قتادةُ يقولُ: كان [إنكارُ إبراهيمَ] (٢) ذلك مِن أمرِهم، لما (٣) حدَّثنا به (٤) بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قَولَه: ﴿فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً﴾: وكانت العربُ إذا نَزَل بهم ضيفٌ فلم يَطعَمْ من طعامِهم، ظنُّوا أنه لم يجئْ بخيرٍ، وأنه يُحدِّثُ نفسَه بشرٍّ.

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبرَنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبرَنا معمرٌ، عن قتادةَ في قولِه: ﴿فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ﴾. قال: كانوا إذا نَزَل بهم ضيفٌ فلم يأكُلْ مِن طعامِهم، ظنُّوا أنه لم يأتِ بخيرٍ، وأنه يحدِّثُ نفسَه بشرٍّ، ثم حَدَّثوه عندَ (٥) ذلك بما (٦) جاءوا (٧).

وقال غيرُه في ذلك ما حدَّثني الحارثُ، قال: ثنا عبدُ العزيزِ، قال: ثنا إسرائيلُ، عن الأسودِ بنِ قيسٍ، عن جُندبِ بنِ سفيانَ، قال: لمَّا دَخَل ضيفُ إبراهيمَ ، قرَّب إليهم العجلَ، فجعَلوا ينكُتون بقِداحٍ في أيديهم مِن نَبلٍ، ولا


(١) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، س، ف، وفي م: "بينهم".
(٢) في ص، ت ١، س: "إنكارهم ذلك"، وفي م: "إنكاره"، وفي ت ٢: "إنكارهم".
(٣) سقط من: ف، وفي ص، م، ت ١، ت ٢، س: "كما".
(٤) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف.
(٥) في الأصل: "بعد".
(٦) في ص، ت ١، ت ٢، س: "لما".
(٧) تفسير عبد الرزاق ١/ ٣٠٥، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣٤٠ إلى ابن المنذر وأبي الشيخ.