للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿أَصَلَاتُكَ﴾. قال: قراءتُك (١).

فإن قال قائلٌ: وكيف قيل: ﴿أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ﴾ أن نترُكَ ما يعبدُ آباؤنا، أو أن نفعلَ في أموالِنا ما نشاءُ. وإنما كان شعيبٌ نهاهم أن يفعَلوا فى أموالِهم ما قد ذكَرتُ أنه نهاهم عنه فيها؟ قيلَ: إنَّ معنى ذلك بخلافِ ما توهَّمتَ.

وقد اختلَف أهلُ العربيةِ فى معنى ذلك؛ فقال بعضُ البصريين: معنى ذلك: أصلواتُك تأمرُك أن نترُكَ ما يعبُدُ آباؤُنا، أو أن نترُكَ أن نفعلَ في أموالِنا ما نشاءُ، وليس معناه: تأمُرُك أن نَفعلَ فى أموالِنا ما نشاءُ، لأنه ليس بذا أمرهم.

وقال بعضُ الكوفيين نحوَ هذا القولِ، قال (٢): وفيها وجهٌ آخرُ يجعَلُ الأمرَ كالنهيِ، كأنه (٣) قال: أصلاتُك تأمُرُك بذا، وتنهانا عن ذا؟ فهي حينئذٍ مردودةٌ، على أن الأُولى [لا إضمارَ فيها] (٤)، [كأنك قلتَ: تأمُرُك (٥) أن نفعلَ في أموالِنا ما نشاءُ. كما تقولُ: أضرِبُك أن تسئَ. كأنَّه قال: أنهاكَ أن تسئَ.

والصوابُ مِن القولِ فى ذلك أن يقالَ: إن "أن" الأُولى] (٦) منصوبةٌ بقولِه "تأمرُك"، وأنَّ الثانيةَ منصوبةٌ عطفًا بها على "ما" التي في قولِه: ﴿مَا يَعْبُدُ﴾. وإذا كان ذلك كذلك، كان معنى الكلامِ: أصلاتُك (٧) تأمُرُك أن نترُكَ ما يعبُدُ


(١) في ف: "قرآنك". والأثر في تفسير عبد الرزاق ١/ ٣١١، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ٢٠٧٢ عن الحسن به. وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٣/ ٣٤٦ إلى ابن المنذر.
(٢) معانى القرآن للفراء ٢/ ٢٥.
(٣) في الأصل، ص، ت ١، ت ٢، ف: "لأنه".
(٤) سقط من: النسخ، والمثبت من معاني القرآن للفراء.
(٥) كذا في الأصل، ومعاني القرآن للفراء: "تنهانا".
(٦) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، س، ف.
(٧) في الأصل، ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "أصلواتك".