للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقولُه: ﴿بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ﴾. يقولُ: بئس العَوْنُ المُعانُ اللعنةُ المَزيدةُ فيها أخرى منها (١).

وأصلُ "الرِّفْدِ" العَوْنُ، يقالُ منه: رفَد فلانٌ فلانًا عندَ الأميرِ يَرْفِدُه رِفْدًا، بكسرِ الراءِ، وإذا فُتِحَت فهو السَّقْيُ فى القَدَحِ العظيمِ، والرَّفْدُ: القَدَحُ الضخمُ، ومنه قولُ الأعشى (٢):

رُبَّ رَفْدِ هرَقْتَه ذلك اليو … مَ وأَسْرَى مِن مَعْشَرٍ أَقْتَالِ (٣)

ويقالُ: رفَد فلانٌ حائطَه. وذلك إذا أسْنَده بخشبةٍ؛ لئلا يَسْقُطَ. و "الرَّفْدُ" بفتحِ الراءِ المصدرُ، يقالُ منه: رفَدَه يَرْفِدُه رَفْدًا. و "الرِّفْد": اسمُ الشيءِ الذى يُعْطاه الإنسانُ، وهو "المَرْفَدُ".

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا عبدُ اللهِ، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ﴾. قال: لعنةُ (٤) الدنيا والآخرةِ (٥).


(١) سقط من: ت ١، س، ف.
(٢) ديوانه ص ١٣.
(٣) في ص، س: "أقيال"، وفي ت ١، ت ٢، ف: "اقبال"، وينظر الديوان. والأقتال: جمع قِتل وهو العدو والقِرن. اللسان (ق ت ل). وقال فى حاشية الديوان: يكنى بإراقة الرفد عن الموت. اهـ.
(٤) بعده في الأصل: "في".
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ٢٠٨١ من طريق عبد الله به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٣/ ٣٤٨ إلى ابن المنذر.