للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا عبدُ اللهِ بنُ صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن عامرِ بنِ جَشِيبٍ (١)، عن خالدِ بن مَعْدانَ في قولِه: ﴿لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا﴾. [النبأ: ٢٣] وقولِه: ﴿خَالِدِينَ فِيهَا﴾ - ﴿إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ﴾: إنهما فى أهلِ التوحيدِ (٢).

وقال آخرون: الاستثناءُ فى هذه الآيةِ فى أهلِ التوحيدِ. إلا أنهم قالوا: معنى قولِه: ﴿إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ﴾. إلا أن يَشَاءَ رَبُّك أن يَتَجاوَزَ عنهم فلا يُدْخِلَهم النارَ. ووجَّهوا الاستثناءَ إلى أنه من قولِه: ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ﴾ - ﴿إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ﴾ لا مِن الخلودِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبرنا عبدُ الرزاقِ، قال: ثنا ابنُ التَّيْميِّ، عن أبيه، عن أبي نَضْرةَ، عن جابرٍ، أو عن أبي سعيدٍ الخدريِّ، أو عن رجلٍ مِن أصحابِ رسولِ اللهِ فى قولِه: ﴿إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ﴾. قال: هذه الآيةُ تَأْتِى على القرآنِ كلِّه، يقولُ: حيث كان في القرآنِ: ﴿خَالِدِينَ فِيهَا﴾. تَأْتِى عليه. قال: وسمِعْتُ أبا مِجْلَزٍ يقولُ: هو جزاؤُه، فإن شاء اللهُ تجاوَز عن عذابِه (٣).


(١) فى م: "جشب"، وفي ت ١، ت ٢، س: "حبيب"، وفى ف: "خبيب"، وغير منقوطة في ص، وينظر تهذيب الكمال ١٤/ ١٤.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٦/ ٢٠٨٧ من طريق عبد الله بن صالح به دون آية سورة النبأ، وسيأتي في سورة النبأ.
(٣) تفسير عبد الرزاق ١/ ٣١٣، وأخرجه إسحاق بن راهويه -كما في شفاء العليل ص ٥٥٣ وحادى الأرواح ص ٢٦٥ - والبيهقي في الأسماء والصفات (٣٣٧) من طريق معتمر بن سليمان التيمي به، وأخرجه ابن الضريس وابن المنذر والطبراني -كما في الدر المنثور ٣/ ٣٥٠ - من طريق أبي نضرة به، وأخرجه أبو نعيم في الحلية ٣/ ٩٨، والبيهقى فى الأسماء والصفات (٣٣٦) وفي الاعتقاد ص ٨٤ من طريق الجريري، عن أبي نضرة من قوله. وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٣/ ٣٥٠ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبى الشيخ.