للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويا نَفْسِ (١) اصْبرى، ويا بُنيُّ لا تَفْعَلْ، ويا بُنَيِّ لا تَفْعَلْ. فتُفْرِدُ وتَرْفَعُ وفيه نيةُ الإضافة، وتُضِيفُ أحيانًا فتَكْسِرُ، كما تقولُ: يا غلامُ أَقْبِلْ، ويا غلامِ (٢) أَقْبِلْ.

وأعْجَبُ القراءاتِ (٣) فى ذلك إلىَّ قراءة من قرأه بإرسال الياء وتسكينها؛ لأنه إن كان اسم رجلٍ بعينه، كان معروفًا فيهم، كما قال السدىُّ، فذلك هي القراءة الصحيحة لاشكَّ فيها، وإن كان من التبشير فإنه يَحْتَمِلُ ذلك إِذا قُرِئَ كذلك على ما بيَّنتُ.

وأما التشديد والإضافة فى الياء فقراءةٌ شاذَّةٌ لا أرى القراءة بها، وإن كانت لغةً معروفةً؛ لإجماع الحُجَّة من القرأة على خلافها.

وأما قوله: ﴿وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً﴾. فإن أهل التأويل اخْتَلَفوا في تأويله؛ فقال بعضُهم: وأسَرَّه الواردُ المُسْتَقِى وأصحابُه من التُّجار الذين كانوا معهم، وقالوا لهم: هو بضاعةٌ اسْتَبْضَعْناها بعضَ أهل مصر؛ لأنهم خافوا إن علموا أنهم اشْتَرَوْه بما اشْتَرَوْه به أن يطلبوا منهم (٤) فيه الشَّركة.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثني محمد بن عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نَجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً﴾. قال: صاحبُ الدَّلْوِ ومن معه قالوا لأصحابهم: إنما اسْتَبْضَعْناه. خِيفةَ أن يَشْرَكوهم فيه إن علموا بثمنه، وتبعهم إخوتُه


(١) في م: "نفسي".
(٢) في م: "غلامي".
(٣) فى م: "القراءة".
(٤) فى ص، ت ١، ت ٢، س، ف: "منه".