للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَوْتِكُمْ﴾. قال: أخَذَتْهم الصاعقةُ، ثم بعَثهم اللهُ ليُكْمِلوا بقيةَ آجالِهم (١).

حدَّثني المثنى، قال: ثنا إسحاقُ، قال: ثنا ابنُ أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الربيعِ ابنِ أنسٍ في قولِه: ﴿فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ﴾. قال: هم السبعون الذين اخْتارَهم موسى فساروا معه. قال: فسمِعوا كلامًا، فقالوا: ﴿لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً﴾. قال: فسمِعوا صوتًا فصَعِقوا. يقولُ: ماتوا (٢). فذلك قولُه: ﴿ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ﴾. فبُعِثوا مِن بعدِ موتِهم؛ لأن موتَهم ذاك كان عقوبةً لهم، فبُعِثوا لبقيةِ آجالِهم (٣).

فهذا ما رُوِى في السببِ الذي مِن أجلِه قالوا لموسى: ﴿لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً﴾.

ولا خبرَ عندَنا بصحةِ شيءٍ مما قاله مَن ذكَرْنا قولَه في سببِ قِيلِهم ذلك لموسى تقومُ به حجةٌ [فيُسَلَّمَ له] (٤)، وجائزٌ أن يكونَ ذلك بعضَ ما قالوه، فإذ كان لا خبرَ بذلك تقومُ به حُجةٌ، فالصوابُ مِن القوِل فيه أن يقالَ: إن اللهَ تعالى ذكرُه قد أخْبَر عن قومِ موسى أنهم قالوا له: ﴿يَامُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً﴾. كما أخْبَر عنهم أنهم قالوه، وإنما أخْبَر اللهُ بذلك عنهم الذين خُوطِبوا بهذه الآياتِ تَوْبيخًا


(١) تفسير عبد الرزاق ١/ ٤٦. وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ١١٢ (٥٤٣) عن الحسن بن يحيى به.
(٢) بعده في الأصل: "قوله: ﴿ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ﴾. قال: أخذتهم الصاعقة ثم بعثهم الله ليكملوا بقية آجالهم. . . حدَّثنا إسحاق، قال: حدثني ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع بن أنس في قوله: ﴿فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ﴾. قال: هم السبعون الذين اختارهم موسى فساروا معه فقالوا: ﴿لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهَ جَهْرَةً﴾. فصعقوا. يقول: ماتوا".
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ١١٢ (٥٣٩، ٥٤٤) من طريق ابن أبي جعفر به.
(٤) في م: "فتسلم لهم".