للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد بيَّنا الصحيحَ مِن القولِ فى ذلك.

وأما قولُه: ﴿دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ﴾. فإنه يعنى ﷿ أنهم باعوه بدراهم غير موزونةٍ، ناقصةٍ غيرِ وافيةٍ، لزهدهم كان فيه.

وقيل: إنما قيل (١): ﴿مَعْدُودَةٍ﴾. ليُعْلَمَ بذلك أنها كانت أقلَّ من أربعين درهمًا؛ لأنهم كانوا فى ذلك الزمان لا يزنون ما كان وزنُه أقلَّ من أربعين، لأن أقلَّ أوزانِهم وأصغرَها كان الأوقية، وكان وزنُ الأوقية أربعين درهمًا. قالوا: وإنما دلَّ بقوله: ﴿مَعْدُودَةٍ﴾، على قلة الدراهم التي باعوه بها.

فقال بعضُهم: كان عشرين درهمًا.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابنُ وكيعٍ، قال: ثنا حميدُ بنُ عبد الرحمن، عن زُهَيْرٍ، عن أبي إسحاق، عن أبي عُبيدةَ، عن عبدِ اللهِ، قال: إن ما اشْتُرِى به يوسُفُ عشرون درهمًا (٢).

حدَّثني المُثَنَّى، قال: ثنا الحِمَّانيُّ، قال: ثنا شَريكٌ، عن أبي إسحاق، عن أبي عُبيدةَ، عن عبدِ اللهِ: ﴿وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ﴾. قال: عشرون درهمًا.

حدَّثنا ابنُ بشارٍ، قال: ثنا عبدُ الرحمن، قال: ثنا سفيانُ، عن أبي إسحاق، عن نَوفٍ البكالىِّ فى قوله: ﴿وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ﴾. قال:


(١) في س: "قال".
(٢) أخرجه الحاكم ٢/ ٥٧٢ من طريق زهير به مطولًا، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٤/ ١١ إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر والطبراني.