للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذلك آيةٌ من آياتِ اللهِ، زجَرَته (١) عن ركوبِ ما همَّ به يوسُفُ (٢) مَن الفاحشةِ، وجائزٌ أن تكونَ تلك الآيةُ صورةً يعقوبَ، وجائزٌ أن تكونَ صورةَ الملكِ، وجائزٌ أن يكونَ الوعيدَ في الآياتِ التي ذكَرها اللهُ في القرآنِ على الزنا، ولا حجةَ للعذرِ قاطعةً بأيِّ ذلك من أيٍّ.

والصوابُ أن يقالَ في ذلك، ما قاله اللهُ ، والإيمانُ به، وتركُ ما عدا ذلك إلى عالمِهِ.

وقولُه: ﴿كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: كما أَرَيْنا يوسُفَ بُرهاننا على الزجْرِ عما همَّ به مِن الفاحشةِ، كذلك نُسَبِّبُ (٣) له في كلِّ ما عرَض له مِن هَمٍّ يَهُمُّ به فيما لا يَرْضاه، بما يَزْجُرُه ويَدْفَعُه عنه، كي نَصْرِفَ عنه ركوبَ ما حرَّمْنا عليه، وإتيانَ الزنا، لنُطَهِّرَه مِن دَنَسِ ذلك.

وقولُه: ﴿إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ﴾، اخْتَلَفت القرَأةُ في قراءةِ ذلك؛ فقرَأَته عامةُ قرأة المدينةِ والكوفةِ: ﴿إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ﴾ بفتحِ اللامِ مِن المخلَصين (٤)، بتأويلِ: إن يوسُفَ من عبادِنا الذين أخْلَصْناهم لأنفُسِنا، واخْتَرْناهم لنبوّتِنا ورسالَتِنا.

وقرَأ ذلك بعضُ قرأةِ البصرةِ: (إنه مِن عبادِنا المُخْلِصِين) بكسرِ اللامِ (٥).


(١) في ت ١: "وحجزه"، وفى ت:٢: "وحرية"، وفى س: "حرنه"، وفى ف: "وجريه". والمثبت من: م، ص.
(٢) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، س، ف.
(٣) في ت ٢، س: "نسب".
(٤) حجة القراءات ص ٣٥٩، والسبعة ٣٤٨
(٥) قرأ بها ابن كثير وأبى عمرو وابن عامر. حجة القراءات ٣٥٨، والسبعة ٣٤٨.