للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مشقوقٌ من دُبُرٍ، فتلك الشهادةُ (١).

حدَّثنا الحسنُ بنُ محمدٍ، قال: ثنا شَبابةُ، قال: ثنا ورقاءُ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا﴾: قميصُه مشقوقٌ من دُبُرٍ، فتلك الشهادةُ (٢).

حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا المُحاربيُّ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ: ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا﴾: لم يكنْ من الإنسِ (٣).

قال: ثنا حفصٌ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ: ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا﴾. قال: كان من أمرِ اللهِ، ولم يكنْ إنسيًّا (٤).

والصوابُ من القولِ في ذلك قولُ مَن قال: كان صبيًّا في المهدِ. للخبرِ الذي ذكَرناه عن رسولِ اللهِ ، أنه ذكَر من تكلَّم في المهدِ، فذكَر أن أحدَهم صاحبُ يوسفَ. فأما ما قاله مجاهدٌ من أنه القميصُ المقدودُ فما لا معنى له؛ لأن الله تعالى ذكرُه أَخْبَر عن الشاهدِ الذي شهِد بذلك أنه من أهلِ المرأةِ، فقال: ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا﴾، ولا يقالُ للقميصِ: هو من أهلِ الرجلِ ولا المرأةِ.

وقولُه: ﴿إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ﴾؛ لأن المطلوبَ إذا كان هاربًا، فإنما يُؤْتَى من قِبَلِ دُبُرِه، فكان معلومًا أن الشَّقَّ لو كان


(١) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٣٣٩ عن محمد بن عمرو به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٥ إلى ابن أبي حاتم وأبى الشيخ.
(٢) تفسير مجاهد ص ٣٥٠.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢١٢٨ (١١٥٠٥) من طريق المحاربي به.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢١٢٨ (١١٥٠٦) من طريق حفص به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٥ إلى أبى الشيخ.