للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عباسٍ في قولِه: ﴿فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ﴾. يقولُ: أَعْظَمْنه (١).

حدَّثني الحارثُ، قال: ثنا عبدُ العزيزِ، قال: ثنا يحيى بنُ أبي زائدةَ، عن ابن جُريجٍ، عن مجاهدٍ مثلَه.

وهذا القولُ - أَعْنى القولَ الذي رُوِى عن عبدِ الصمدِ، عن أبيه، عن جدِّه، في معنى: ﴿أَكْبَرْنَهُ﴾ أنه (٢) "حِضْن" - إن لم يكنْ عنَى به أنهن حِضْنَ من إجلالِهنَّ يوسفَ، وإعظامِهنَّ لما كان اللهُ قسَم له من البهاءِ والجمالِ، ولما يجِدُ (٣) من مثلِ ذلك النساءُ عندَ معاينِتهنَّ إِيَّاه - فقولٌ لا معنى له (٤)؛ لأن تأويلَ ذلك: فلما رأَيْن يوسفَ أَكْبَرنه. فالهاءُ التي في ﴿أَكْبَرْنَهُ﴾ من ذكرِ يوسفَ، ولا شكَّ أن من المحالِ أن يَحِضْن يوسفَ. ولكن الخبرَ إن كان صحيحًا عن ابن عباسٍ على ما رُوى، فخليقٌ أن يكونَ كان معناه في ذلك أنهن حِضْنَ لِما أَكْبَرن من حسنِ يوسفَ وجمالهِ في أنفسِهن، ووجَدن ما يجِدُ (٥) النساءُ من مثلِ ذلك.

وقد زعَم بعضُ الرواةِ أن بعض الناسِ أَنْشَده في "أَكْبَرْن" بمعنى: حِضْن، بيتًا لا أَحْسَبُ أن له أصلًا؛ لأنه ليس بالمعروفِ عند الرواةِ، وذلك (٦):

نأتى (٧) النساءَ على أطهارِهنَّ ولا … نأتى (٧) النساء إذا أَكْبَرْن إكْبارَا


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢١٣٥ (١١٥٥٣) من طريق الضحاك، عن ابن عباس.
(٢) في ت ١: "أنهن".
(٣) في ت ٢: "تجد".
(٤) سقط من: ص، ت ٢، ف.
(٥) في ص، ت ١، س، ف: "يجدن"، وفي ت ٢: "تجدن".
(٦) اللسان (ك ب ر) دون نسبة.
(٧) في ص غير منقوطة، وفي ت ١، ت ٢، س، ف: "يأتي".