للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

له: ما كان إحسانُ يوسفَ؟ قال: كان إذا مرِض إنسانٌ قام عليه، وإذا احْتاج جمَع له، وإذا ضاق أوْسَع له (١).

حدَّثنا إسحاقُ بنُ (٢) أبي إسرائيلَ، قال: ثنا خلفُ بنُ خليفةَ، عن سلمةَ بن نُبَيْطٍ، عن الضحاكِ، قال: سأَل رجلٌ الضحاكَ عن قولِه: ﴿إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾. ما كان إحسانُه؟ قال: كان إذا مرِض إنسانٌ في السجنِ قام عليه، وإذا احْتاج جمَع له، وإذا ضاق عليه المكانُ وسَّع (٣) له (٤).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن أبي بكرِ بن عبدِ اللهِ، عن قتادةَ قولَه: ﴿إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾. قال: بلَغَنا أن إحْسانَه (٥) أنه كان يُداوِى مريضَهم، ويُعَزِّي حزينَهم، ويَجْتَهِدُ لربِّه. وقال: لما انْتَهَى يوسُفُ إلى السجنِ، وجَد فيه قومًا قد انْقَطَع رجاؤُهم، واشْتَدَّ بلاؤُهم، فطال حزنُهم، فجعَل يقولُ: أبْشِروا واصْبِروا تُؤْجَروا، إن لهذا أجرًا (٦)، إن لهذا ثوابًا. فقالوا: يا فتى بارَك اللهُ فيك، ما أَحْسَنَ وجهَك، [وأحسنَ خَلَقَك] (٧) وأحسنَ خُلُقَك! لقد


(١) أخرجه سعيد بن منصور في سننه (١١٢٤ - تفسير)، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢١٤٣ (١١٦٠٥)، والبيهقى في شعب الإيمان (٩٥٧٩) من طريق خلف بن خليفة به، وخلف بن خليفة صدوق، اختلط قبل موته، وادعى أنه رأى عمرو بن حريث الصحابي فأنكر عليه ذلك ابن عيينة، وأحمد، ترجمته في التهذيب ٨/ ٢٨٤، والأثر عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٩ إلى ابن المنذر وأبى الشيخ.
(٢) في النسخ: "عن". وهو إسحاق بن أبى إسرائيل، ترجمته في تهذيب الكمال ٢/ ٣٩٨. وينظر تاريخ المصنف ١/ ٣٤٣ حيث أخرج هذا الأثر، وينظر أيضا تاريخه ٥/ ٥٠١، ٦٢٢. حيث أخرج عنه غير هذا الأثر.
(٣) في م: "أوسع".
(٤) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٣٤٣.
(٥) بعده في ص، ت ٢، س: "كان".
(٦) بعده في س: "إن لهذا جزاء".
(٧) سقط من: م.