للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شديدهٌّ؟ قال: يُظِلُّكم اللهُ بالغَمامِ (١).

حدَّثنى يونُسُ، قال: أخْبَرَنا ابنُ وهبٍ، قال: قال ابنُ زيدٍ. فذكَر نحوَ حديثِ موسى، عن عمرِو بنِ حمادٍ (٢).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: حدَّثنى حجاجٌ، قال: قال ابنُ جُرَيْجٍ: قال ابنُ عباسٍ: خُلِق لهم في التِّيهِ ثيابٌ لا تَخْلَقُ ولا تَدْرَنُ.

قال: وقال ابنُ جُرَيْجٍ: إن أخَذ الرجلُ مِن المَنِّ والسَّلْوَى فوقَ طعامِ يومٍ فسَد، إلا أنهم كانوا يَأْخُذُون في يومِ الجمعةِ طعامَ يومِ السبتِ فلا يُصْبِحُ فاسدًا (٣).

القولُ في تأويلِ قولِ اللهِ جلّ ثناؤُه: ﴿كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾.

قال أبو جعفرٍ: وهذا مما اسْتُغْنِى بدَلالةِ ظاهرِه [عن ذكرِ] (٤) ما تُرِك منه، وذلك أن تأويلَ الآيةِ: وظلَّلْنا عليكم الغَمامَ وأنْزَلْنا عليكم المنَّ والسَّلْوى، وقلْنا لكم: كلوا مِن طيباتِ ما رزَقْناكم. فتُرِك ذكرُ قولِه: وقلنا لكم. لِما بيَّنّا مِن دَلالةِ الظاهرِ في الخطابِ عليه.

وعنَى جلَّ ذكرُه بقولِه: ﴿كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ﴾: كلوا مِن شَهِيّاتِ (٥) رِزْقِنا


(١) تقدم طرف منه في ص ٧٠١، ٧٠٦.
(٢) بعده في م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "عن أسباط عن السدى".
(٣) ذكره ابن كثير فى تفسيره ١/ ١٣٩ عن الحسين به.
وبعده في الأصل: "تم الجزء الثانى والحمد لله حمدًا كثيرًا [. . .] وصلى الله على [. . . .] وأهله الطيبين وسلم تسليما. يتلوه الجزء الثالث القول في تأويل قول الله جلَّ ثناؤه كلوا من طيبات ما رزقناكم. قال أبو جعفر".
(٤) في م: "على".
(٥) في م: "مشتهيات".