للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حُدِّثْتُ عن الحسينِ بن الفرجِ، قال: سمِعْتُ أبا مُعاذٍ، قال: أخبرنا عبيدُ بنُ سليمانَ، قال: سمِعْتُ الضحاكَ يقولُ في قولِه: ﴿لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ﴾: خشِى يعقوبُ على ولدِه العينَ.

حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا زيدُ بنُ الحُبابِ، عن أبي مَعْشَرٍ؛ عن محمدِ بن كعبٍ: ﴿لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ﴾. قال: خشِى عليهم العينَ (١).

قال: ثنا عمرٌو، عن أسباطَ، عن السديِّ، قال: خاف يعقوبُ على بنيه العينَ، فقال: ﴿يَابَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ﴾، فيقالَ: هؤلاء لرجلٍ واحدٍ! ولكن ادْخُلوا مِن أبوابٍ متفرقةٍ (٢).

[حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن ابن إسحاقَ، قال: لما أجْمَعوا الخروجَ - يعنى ولدَ يعقوبَ - قال يعقوبُ: ﴿يَابَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ﴾. خشِى عليهم أعينَ الناسِ لهيئتِهم (٣)، وأنهم لرجلٍ واحدٍ] (٤).

وقولُه: ﴿وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ﴾. يقولُ: وما أَقْدِرُ أن أَدْفَعَ عنكم مِن قضاءِ اللهِ الذي قد قضَاه عليكم مِن شيءٍ صغيرٍ ولا كبيرٍ؛ لأن قضاءَه نافذٌ في خلقِه، ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ﴾. يقولُ: ما القضاءُ والحكمُ إلا للهِ، دونَ ما سواه مِن الأشياء، فإنه يَحْكُمُ في خلقه بما يَشاءُ، فيُنْفِذُ فيهم حكمه، ويَقْضِى فيهم ولا


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٦ إلى المصنف وابن أبي شيبة وابن المنذر.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢١٦٨ (١١٧٦٨) من طريق أسباط به بنحوه.
(٣) في م، ت ١، ف: "لهيبتهم".
(٤) سقط من: ت ١.