للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وِعَاءِ أَخِيهِ﴾ (١).

حدَّثنا محمدُ بنُ عبدِ الأعلى، قال: ثنا محمدُ بنُ ثَورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ، قال: فاسْتَخْرَجها مِن وعاءِ أخيه، قال: كان كلما فتَح متاعًا اسْتغْفَر تائبًا (٢) مما صنَع، حتى بلغ متاعَ الغلامِ، فقال: ما أظُنُّ هذا أخذ شيئًا، قالوا: بلى، فاستبْرَئْه (٣).

حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا عمرُو بنُ محمدٍ، عن أسْباطَ، عن السدِّيِّ، قال: ﴿فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ أَخِيهِ﴾: فلمَّا بقِى رحلُ الغلامِ، قال: ما كان هذا الغلامُ لِيَأْخُذَه، قالوا: واللهِ، لا يُتركُ (٤) حتى تَنْظُرَ في رحله؛ لنذْهبَ وقد طابَت نفسُك، فأدْخَلَ يدَه، فاسْتَخْرَجها مِن رحلِه (٥).

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن ابن إسحاقَ، قال: لما قال لهم الرسولُ ﴿وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ﴾ [يوسف: ٧٢]. قالوا: ما نَعْلَمُه فينا ولا معنا، قال: لستم ببارِحِين حتى أُفتِّشَ أمتعتَكم، وأُعْذِرَ في طلبِها منكم، فبدأ بأوعيتِهم وعاءً وعاءً، يُفتِّشُها وينْظُرُ ما فيها، حتى مرَّ على وعاءِ أخيه ففتَّشه، فاسْتخْرجها منه، فأخَذ منه، فأخذ برقبته، فانْصَرَف به إلى يوسُفَ، يقولُ اللَّهُ: ﴿كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ﴾ (٦).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال:


(١) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٣٥٤، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢١٧٥ (١١٨١٨) من طريق سعيد بن بشير به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٧ إلى ابن المنذر وأبى الشيخ.
(٢) في ت ١: "تأثما".
(٣) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/ ٣٢٥، ٣٢٦ عن معمر به.
(٤) في ت ٢ ف: "نترك"، وفى ابن أبي حاتم: "ترك".
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢١٧٥ (١١٨١٩) من طريق سلمة به.
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢١٧٥ (١١٨٢٠) من طريق سلمة به.