للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا به ابن حميدٍ مرّةً أخرى، قال: ثنا حكَّامٌ، عن أبي معاذٍ، عن يُونسَ، عن الحسنِ، عن النبيِّ مثلَه (١).

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن المباركِ بن (٢) مجاهدٍ، عن رجلٍ من الأَزْدِ، عن طلحةَ بن مُصَرِّفٍ الإياميِّ، قال: ثلاثةٌ لا تَذْكُرْهنَّ، وَاجْتَنِبْ ذَكْرَهنَّ؛ لا تَشْكُ مرضَك، ولا تَشْكُ مصيبتَك، ولا تُزَكِّ نفسَك. قال: وأُنْبِئتُ أن يعقوبَ بنَ إسحاقَ دخَل عليه جارٌ له، فقال له: يا يعقوبُ، ما لى أَراك قد انْهَشَمْتَ وفَنِيتَ، ولم تَبْلُغْ مِن السِّنِّ ما بلَغ أبوك؟ قال: هشَمنى وأفنانى ما ابتلاني اللَّهُ به؛ مِن همِّ يوسفَ وذكْرِه. فَأَوْحَى اللَّهُ إليه: يا يعقوبُ، أَتَشْكُوني إلى خَلْقى؟ فقال: يا ربِّي، خطيئةٌ أخْطَأْتُها، فاغْفِرْها لى. قال: فإنِّي قد غفَرْتُ لك. وكان بعدَ ذلك إذا سُئِل، قال: ﴿إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ (٣).

حدَّثنا عمرُو بنُ عليٍّ، قال: ثنى مُؤَمَّلُ بنُ إسماعيلَ، قال: ثنا سفيانُ، عن حَبيبِ بن أبي ثابتٍ، قال: بلَغنى أن يعقوبَ كبِر حتى سقَط حاجباه على وَجْنَتَيْه، فكان يَرْفَعُهما بخِرْقَةٍ، فقال له رجلٌ: ما بلَغ بك ما أَرَى؟ قال: طولُ الزمانِ، وكثرةُ الأحزانِ. فَأَوْحى اللَّهُ إليه: يا يعقوبُ تَشْكوني؟ قال: خطيئةٌ فاغْفِرْها (٤).

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا يحيى بنُ واضحٍ، قال: ثنا ثورُ بنُ يزيدَ، قال: دخَل


(١) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٣٥٧.
(٢) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "عن". وينظر تهذيب الكمال ١١/ ٣٠٥، ٣٠٦.
(٣) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٣٥٧ دون أوله.
(٤) أخرجه أحمد في الزهد ص ٨٤ عن مؤمل به، وابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢١٨٩ (١١٩٠٤) من طريق سفيان، عن أسلم، عن حبيب نحوه، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣٢ إلى عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن المنذر وأبى الشيخ.