للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا﴾ قال: رُكَّعًا (١) مِن بابٍ صغيرٍ، فجعَلوا يَدْخُلون مِن قِبَلِ أسْتاهِهم، ويقولون: حِنْطةٌ. فذلك قولُه: ﴿فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ﴾ (٢).

حدَّثني الحسنُ (٣) بنُ الزِّبْرِقانِ النَّخَعيُّ، قال: حدَّثنا أبو أُسامةَ، عن سُفيانَ، عن الأعمشِ، عن المِنْهالِ بنِ عمرٍو، عن سعيدٍ، عن ابنِ عباسٍ، قال: أُمِروا أن يَدْخُلوا رُكَّعًا ويقولوا: ﴿حِطَّةٌ﴾. قال: أُمِروا أن يَسْتَغفِروا. قال: فجعَلوا يَدْخُلون مِن قِبَلِ أسْتاهِهم مِن بابٍ صغيرٍ، ويقولون: حِنطةٌ. يَسْتَهْزِئون، فذلك قولُه: فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ﴾.

حدَّثني الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبَرنا مَعْمَرٌ، عن قَتادةَ والحسنِ: ﴿ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا﴾. قالا: دخَلوها على غيرِ الجهةِ التى أُمِروا بها (٤)، دخَلوها مُتَزَحِّفِين على أوْراكِهم، وبدَّلوا قولًا غيرَ الذى قِيل لهم، فقالوا: حبَّةٌ في شَعيرةٍ (٥).

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: حدَّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدَّثنا عيسي، عن ابنِ أبى نَجيحٍ، عن مُجاهدٍ، قال: [أمَر موسى قومَه] (٦) أن يَدْخُلوا البابَ سُجَّدًا ويقولوا:


(١) في م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "ركوعا".
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ١١٧، ١١٩ (٥٧٢، ٥٧٦، ٥٩٠)، والحاكم ٢/ ٢٦٢ من طريق سفيان به. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. وتقدم طرف منه في ص ٧١٦، ٧١٨.
(٣) في الأصل: "الحسين".
(٤) سقط من: الأصل.
(٥) في الأصل: "شعرة". والأثر تقدم تخريجه في ص ٧١٦.
(٦) كذا. ومن المعلوم أن نبى الله موسى قد مات في التيه الذى عاقبهم الله به بعد خذلانهم إياه وعصيانهم أمره في دخول بيت المقدس وقتال العمالقة. ولما انقضت المدة التى كتبها الله عليهم. دخلوا بيت المقدس وقاتلوا العمالقة وفتحها الله لهم على يد نبى الله يوشع بن نون. ولما فتحوها أمروا أن يدخلوا الباب =