للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ قوله: ﴿اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ﴾. [يعني: السِّقطَ] (١)، ﴿وَمَا تَزْدَادُ﴾. يقولُ: ما زادت الرحمُ في الحمل على ما غاضت، حتى ولَدته تمامًا، وذلك أن منِ النساءِ مَنْ تحملُ عشرةَ أشهرٍ، ومنهنَّ من تحمِلُ تسعةَ أشهرٍ، ومنهنَّ مَنْ تَزِيدُ في الحملِ، ومنهنَّ مَنْ تَنْقُصُ، فذلك الغَيْضُ والزيادةُ التي ذكر اللهُ، وكلُّ ذلك بعلمِه (٢).

حدَّثنا سعيدُ بنُ يحيى الأُمويُّ، قال: ثنا عبدُ السلامِ، قال: ثنا خُصيفٌ، عن مجاهدٍ أو سعيدِ بن جبيرٍ في قولِ اللَّهِ: ﴿وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ﴾. قال: غيضتُها (٣) دونَ التسعةِ، والزيادةُ فوقَ التسعةِ (٤).

حدَّثني يعقوبُ، قال: ثنا هشيمٌ، قال: أخبَرنا أبو بشرٍ، عن مجاهدٍ، أنه قال: الغيضُ: ما رأَت الحاملُ من الدمِ في حَمْلِها، فهو نقصانٌ من الولدِ، والزيادةُ: ما زاد على التسعةِ أشهرِ، فهو تمامٌ للنقصانِ، وهو زيادةٌ (٥).

حدَّثنا محمدُ بنُ المُثَنَّى، قال: ثنا عبدُ الصمدِ، قال: ثنا شعبةُ، عن أبي بشرٍ، عن مجاهدٍ في قولِه: ﴿وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ﴾. قال: ما تَرَى من الدمِ،


(١) سقط من: ت ١، ت ٢، س، ف.
(٢) ذكره ابن كثير في تفسيره ٤/ ٣٥٧ عن العوفي عن ابن عباس به، وأخرج الجزء الأخير منه ابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢٢٢٨ (١٢٧١) عن محمد بن سعد به، وذكره ابن عبد البر في الاستذكار ٣/ ٢٠٠ عن ابن عباس بنحوه.
(٣) في م: "غيضها".
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢٢٢٦ (١٢١٦١) من طريق عبد السلام به عن مجاهد أو سعيد وزاد فيه ابن عباس، كما أخرجه سعيد بن منصور في سننه (١١٥٦ - تفسير) من طريق خصيف بنحوه.
(٥) أخرجه سعيد بن منصور في سننه (١١٥٤) - تفسير) من طريق هشيم به، كما أخرجه سعيد أيضًا (١١٥٥ - تفسير) من طريق أبي بشر به.