للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكلامِ: سواءٌ منكم أيها الناسُ من أسرَّ القولَ ومن جَهَر به عند ربِّكم، ومن هو مستخفٍ بفسقِه وريبتِه (١) في ظلمةِ الليلِ، وساربٌ يَذْهَبُ ويَجِئُ في ضوءِ النهار، ممتنعًا بجندِه وحَرَسِه الذين يَتَعَقَّبُونه من أهلِ طاعةِ اللَّهِ، أن يَحُولُوا بينَه وبينَ ما يأتى من ذلك، وأن يُقِيموا حدَّ اللَّهِ عليه، وذلك قولُه: ﴿يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾.

وقولُه: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: إن اللَّهَ لا يُغَيِّرُ ما بقومٍ من عافيةٍ ونعمةٍ، فيُزِيلُ ذلك عنهم ويُهْلِكُهم، حتى يُغَيِّرُوا ما بأنفسِهم من ذلك، بظلمِ بعضِهم بعضًا، واعتداءِ بعضِهم على بعضٍ، فيُحِلَّ (٢) بهم حينئذٍ عقوبتَه وتغييرَه.

وقولُه: ﴿وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ﴾. يقولُ: وإذا أراد اللَّهُ بهؤلاء الذين يسْتَخْفُون بالليلِ، ويَسْرُبون (٣) بالنهارِ، لهم [جندٌ و] (٤) مَنَعَةٌ من بين أيديهم ومن خلفِهم، يَحْفَظُونهم من أمرِ اللَّهِ، - هلاكًا وخزيًا (٥) في عاجلِ الدنيا، ﴿فَلَا مَرَدَّ لَهُ﴾. يقولُ: فلا يَقْدِرُ على ردِّ ذلك عنهم أحدٌ غيرُ اللَّهِ. يقولُ تعالى ذكرُه: ﴿وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ﴾. يقولُ: وما لهؤلاء القومِ - والهاءُ والميمُ في "لهم" من ذكرِ (٦) القومِ الذين في قولِه: ﴿وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا﴾ - من دونِ اللَّهِ من والٍ (٧) يَليهم، ويَلِى أمرَهم وعقوبتَهم.


(١) في ت ١، ت ٢، س، ف: "زينته".
(٢) في م: "فتحل"، وفى ف: "فيحيل".
(٣) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "يستربون".
(٤) في ت ١، س: "حذر"، وفى ت ٢، ف: "حدر".
(٥) في ص، ت ٢، س، ف: "حزنا".
(٦) بعده في ت ١، ت ٢، س، ف: "الله".
(٧) بعده في م: "يعنى من وال".