للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منصورٍ، عن حسانَ بن (١) أبى الأشْرِسِ، عن مُغيثِ بن سُمَىٍّ، قال: طوبى شجرةٌ في الجنةِ، ليس في الجنةِ دارٌ إلا فيها غُصْنٌ، منها، فيجيءُ الطائرُ فيقعُ، فيدْعوه فيأكلُ مِن أحدِ جنْبَيْه قَدِيدًا (٢)، ومِن الآخرِ شِواءً، ثم يقولُ: طِرْ. فيطيرُ (٣).

قال: ثنا أبو صالحٍ، قال: ثني معاويةُ، عن بعضِ أهلِ الشامِ، قال: إن ربَّك أخَذ لُؤلُوةً فوضَعها على راحتَيْه، ثم دَمْلَجها بينَ كفَّيْه، ثم غرَسها وَسْطَ أهلِ الجنةِ، ثم قال لها: امتدِّي حتَّى تَبْلغى مرضاتى. ففعَلتْ، فلما اسْتوتْ تَفَجَّرت مِن أصولِها أنهارُ الجنةِ، وهى طوبى (٤).

حدَّثنا الفضلُ بنُ الصَّبَّاحِ، قال: ثنا إسماعيلُ بنُ عبدِ الكريمِ الصنعانيُّ، قال: ثنى عبدُ الصمدِ بنُ مَعْقِلٍ أنه سمِع وهبًا يقولُ: إن في الجنةِ شجرةً يقالُ لها: طوبى. يَسيرُ الراكبُ في ظلِّها مائةَ عامٍ لا يَقْطَعُها؛ زَهْرُها رِياطٌ (٥)، ووَرَقُها بُرُودٌ، وقُضبانُها عَنْبرٌ، وبَطْحاؤُها ياقوتٌ، وتُرابُها كافورٌ، ووَحْلُها مِسْكٌ، يَخْرُجُ مِن أصلِها أنهارُ الخمرِ واللبنِ والعسلِ، وهى مجلِسٌ لأهلِ الجنةِ، فبيْنا هم في مجلِسِهم إذ أتَتْهم ملائكةٌ مِن ربِّهم، يَقُودون نُجُبًا مَزمومةً بسلاسلَ مِن ذهَبٍ، وُجوهُها كالمصابيحِ مِن حُسْنِها، ووَبَرُها كَخَزِّ المِرْعِزَّى (٦) مِن لينِه، عليها رِحالٌ ألواحُها مِن ياقوتٍ، ودُفوفُها من ذهبٍ،


(١) سقط من: ص، م، ت ١، ت ٢، ف. وينظر تهذيب الكمال ٦/ ١٢ وسيأتي على الصواب في ٥٢٧ من هذا الجزء.
(٢) القديد: اللحم المملوح المجفف في الشمس. اللسان (ق د د).
(٣) أخرجه ابن المبارك في الزهد (٢٦٨ - زوائد نعيم) وابن أبي شيبة في المصنف ١٣/ ١٣٩، وأبو نعيم في الحلية ٦/ ٦٨، من طريق سفيان به، وسعيد بن منصور في سننه (١١٧٠ - تفسير)، من طريق حسان به.
وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٢، إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
(٤) ذكره ابن كثير في تفسيره ٤/ ٣٧ فقال: وذكر بعضهم فذكر نحوه. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٥٩ إلى ابن أبي حاتم وأبى الشيخ عن أبي جعفر، رجل من أهل الشام.
(٥) رياط: ثياب لينة رقيقة. القاموس المحيط (ر ى ط).
(٦) المرعزى: الزغب الذي تحت شعر العنز. القاموس المحيط (ر ع ز).