للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يُنْشِدُ بيتًا للأعْشَى (١):

باسِلةُ الوَقْعِ سَرابِيلُها … بِيضٌ إلى دانئِها (٢) الظاهرِ

يَهْمِزُ الدانئَ. وأنه سمِعهم يقولون: إنه لَدانئٌ خَبيثٌ. بالهمزِ. فإن كان ذلك عنهم صحيحًا، فالهمزُ فيه لغةٌ، وتركُه أخْرَى.

ولا شكَّ أن من اسْتَبْدَل بالمنِّ والسلْوى البَقْلَ والقِثَّاءَ والعَدَسَ والبَصَلَ والثُّومَ، فقد اسْتَبْدَلَ الوَضِيعَ مِن العيشِ بالرفيعِ منه.

وقد تأوَّل بعضُهم قولَه: ﴿الَّذِي هُوَ أَدْنَى﴾ بمعنى: الذى هو أقربُ. ووجَّه قولَه: ﴿أَدْنَى﴾ إلى أنه أفْعَلُ؛ مِن الدُّنُوِّ الذى هو بمعنى القربِ.

وبنحوِ الذى قلنا في معنى قولِه: ﴿الَّذِي هُوَ أَدْنَى﴾. قاله عددٌ مِن أهلِ التأويلِ في تأويلِه.

ذكرُ من قال ذلك

حدَّثنا بشرٌ، قال: حدَّثنا يَزيدُ، قال: حدَّثنا سعيدٌ، عن قَتادةَ: ﴿أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ﴾. يقولُ: أَتَسْتَبْدِلُونَ الذى هو شرٌّ بالذى هو خيرٌ (٣).

حدَّثنا القاسمُ، قال: حدَّثنا الحسينُ، قال: حدَّثنا حجَّاجٌ، عن ابنِ جُرَيْجٍ، عن مُجاهدٍ قولَه: ﴿الَّذِي هُوَ أَدْنَى﴾. قال: أَرْدَأُ (٤).


(١) ديوانه ص ١٤٧.
(٢) في الديوان: "جانبها".
(٣) بعده في م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "منه".
والأثر أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ١/ ١٢٤ (٦١٧) من طريق يزيد بن زريع به.
(٤) عزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٧٣ إلى المصنّف.