للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عطاء، عن ابن عباس، قال: ذهابُ علمائها وفقهائها وخيار أهلها (١).

قال: ثنا أبو أحمد، قال: ثنا عبد الوهاب، عن مجاهد، قال: موتُ العلماء (٢).

وأوْلَى الأقوال في تأويل ذلك بالصواب قولُ مَن قال: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا﴾ بظهور المسلمين من أصحاب محمد عليها، وقهرهم أهلها، أفلا يَعْتَبرون بذلك، فيخافون ظهورهم على أرضهم، وقهرهم إياهم؟ وذلك أن الله توعد الذين سأَلوا رسولَه الآيات من مشركي قومه بقوله: ﴿وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (٤٠)﴾. ثم وبَّخَهُم تعالى ذكره بسوء اعتبارهم بما يُعاينون مِن فعلِ اللَّهِ بضُرَبائِهم من الكفار، وهم مع ذلك يسألون الآياتِ، فقال: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا﴾ بقهر أهلها والغَلَبة عليها من أطرافها وجوانبها، وهم لا يعتبرون بما يرون مِن ذلك!

وأما قوله: ﴿وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ﴾. يقولُ: والله هو الذي يَحْكُمُ فيَنْفُذُ حكمه، ويَقْضِى فيَمْضِى قضاؤُه، وإذا جاء هؤلاء المشركين باللَّهِ مِن أهل مكةَ حكم الله وقضاؤُه، لم يستطيعوا ردَّه.

ويعنى بقولِه: ﴿لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ﴾: [لا رادَّ لحكمهِ] (٣).


(١) أخرجه نعيم بن حماد في الفتن ١/ ٢٤٣ (٦٩٠)، والحاكم ٢/ ٣٥٠، والخطيب في الفقيه والمتفقه (١٥٤، ١٥٥) من طريق طلحة به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٦٨ إلى عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٢) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/ ٣٣٩ من طريق آخر عن مجاهد بنحوه. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٦٨ إلى ابن أبي شيبة والمصنف.
(٣) سقط من: ت ١، ت ٢، ف.