للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قَدمي، ثم يقولُ الكافِرُ (١): قَدْ وجَد المؤمنونَ مَن يَشْفَعُ لهم، فقُمْ أنت فاشْفَعْ لنا؛ فإنك أنت أضْلَلْتَنا. فيقومُ، [فيَتُورُ مَجْلِسَه] (٢) أنتَنُ ريح شمها أحدٌ، ثم [يعظمُ لجَهَنَّمَ] (٣)، ويقولُ عند ذلكَ: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ﴾ الآية (٤).

حدثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا أبي، عن سفيان، عن رجلٍ، عن الحسن في قوله: ﴿وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مَّن سُلْطَانٍ﴾. قال: إذا كان يوم القيامة. قام إبليس خطيبًا على منبرٍ من نارٍ، فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقَّ﴾ إلى قوله: ﴿وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ﴾. قال: بناصِرِيَّ ﴿إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ﴾. قال: بطاعتكم إِيَّايَ في الدنيا (٥).

حدثني المُثَنَّى، قال: ثنا سُويدٌ، قال: أخبرنا ابن المباركِ عمَّن ذكره، قال: سمعت محمد بن كعبٍ القُرَظيَّ، قال في قوله: ﴿وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ﴾. قال: قام إبليس يخطبهم فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقَّ﴾، إلى قوله: ﴿ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ﴾. يقولُ: بمُغْنٍ عنكم شيئًا ﴿وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ﴾. قال: فلمَّا سمعوا مقالته مَقتُوا أنفسهم،


(١) كذا في: ص، ت ٢، ف، والزهد وسنن الدارمي. وفى م وأغلب المصادر: "الكافرون". وجاء في بعضها بمعناه ولكن بلفظ "الكفار".
(٢) في م، والزهد، وتفسير البغوي: "فيثور من مجلسه". وفى خلق أفعال العباد، والدر المنثور: "فيثور مجلسه من". وفى تاريخ دمشق: "فيفور مجلسه من".
(٣) في م: "يعظم نحيبهم".
(٤) الزهد لابن المبارك (زوائد نعيم: ٣٧٤) نحوه، ومن طريق ابن المبارك أخرجه البغوي في تفسيره ٤/ ٣٤٥، ٣٤٦ بنحوه. وأخرجه البخارى في خلق أفعال العباد (٤٦٩)، والدارمي (٢/ ٣٢٧)، والطبراني في الكبير ١٧/ ٣٢٠، ٣٢١، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٧/ ٤٥٣ من طريق عبد الرحمن بن زياد به بنحوه. وضعفه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٧٤، ٧٥ وعزاه لابن أبي حاتم وابن مردويه.
(٥) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٧٥ إلى المصنف وابن أبي حاتم وابن المنذر.