للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زِيدٍ في قولِه: ﴿مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ﴾. قال: صُفِدت فيها أيديهم وأرجلُهم ورقابُهم، والأصفادُ الأغلالُ (١).

وقولُه: ﴿سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ﴾. يقولُ: قُمُصُهم التي يَلْبَسونها، واحدُها سِرْبالٌ، كما قال امرؤ القيسِ (٢):

* لَعُوبٍ تُنَسِّينِى إِذَا قُمْتُ سِرْبالي *

حدَّثني يونس، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ﴾. قال: السرابيلُ القُمْصُ (٣).

وقولُه: ﴿مِنْ قَطِرَانٍ﴾. يقولُ: من القطِرانِ الذي يُهْنأُ (٤) به الإبلُ، وفيه لغاتٌ ثلاثٌ؛ يقالُ: "قَطِران" و"قَطْران" بفتح القافِ وتسكينِ الطاءِ منه. وقيل: إن عيسى بنَ عمرَ (٥) كان يقرَأُ: (مِنْ قِطْرَانٍ) بكسرِ القافِ وتسكينِ الطاءِ (٦). ومنه قولُ أبي النَّجمِ (٧):

* جَوْنٌ كَأَنَّ العَرَقَ المَنتُوحَا *

* لَبَّسَهُ القِطْرَانَ والمُسُوحَا *

بكسرِ القافِ، وقال أيضًا:


(١) ذكره ابن كثير في تفسيره ٤/ ٤٤٠.
(٢) ديوانه ص ٣٠.
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٩١ إلى المصنف.
(٤) هنا الإبل يَهنَؤُها ويهنئها ويَهنُؤُها مثلثة النون؛ طلاها بالهِنَاءِ وهو القطران. التاج (هـ ن أ).
(٥) بعده في ص، ت ١، ت ٢، ف: "كذلك".
(٦) وهي قراءة شاذة.
(٧) ديوانه ص ٨٣.