للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذلك. قال ابن جريجٍ: قال ابن عباسٍ: فظلَّت الملائكةُ تَعْرُجُ، فنظروا إليهم، لقالوا: ﴿إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا﴾. قال: قريشٌ تقوله (١).

حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادةَ: ﴿وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مَّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ﴾. قال: قال ابن عباسٍ: لو فتَح الله عليهم من السماءِ بابًا، فظلَّت الملائكةُ تَعْرُجُ فيه. يقولُ: يَخْتَلِفون فيه جائين وذاهبين، لقالوا: ﴿إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا﴾ (٢).

حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ يقولُ: أخبرنا عبيد بن سليمانَ، قال: سمعتُ الضحاك يقولُ في قوله: ﴿وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مَّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ﴾: يعنى الملائكةَ. يقولُ: لو فتحتُ على المشركين بابا من السماءِ فنظروا إلى الملائكةِ تَعْرُج بين السماءِ والأرضِ، لقال المشركون: ﴿نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ﴾: سُحِرنا، وليس هذا بالحق، ألا ترى أنهم قالوا قبل هذه الآية: ﴿لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّدِقِينَ﴾؟

حدثني المُثَنَّى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا هشام، عن عمرَ (٣)، عن نصر، عن الضحاك في قوله: ﴿وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ﴾.

قال: لو أني فتَحت بابًا من السماءِ تَعْرُجُ فيه الملائكة بين السماء والأرض، لقال المشركون: ﴿بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ﴾. ألا ترى أنهم قالوا: ﴿لَوْمَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ﴾؟

وقال آخرون: إنما عُنِى بذلك بنو آدمَ.


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٩٥ إلى المصنف وابن المنذر، وعزاه في ٤/ ٩٤ إلى المصنف وأبي عبيد وابن المنذر مقتصرًا على قول ابن جريج بلفظ آخر.
(٢) تفسير عبد الرزاق ١/ ٣٤٦، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٩٥ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٣) في ت ٢: "عمرو". وينظر تهذيب الكمال ٢١/ ٥٢٠.