للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منهم ويَدَعْ ما كان عليه مِن سنةِ عيسى والإنجيلِ، كان هالكًا (١).

حدَّثنا القاسمُ، قال: حدَّثنا الحسينُ، قال: حدَّثنى حجاجٌ، عن ابنِ جُرَيْجٍ، عن مُجاهِدٍ قولَه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا﴾ الآية. قال: سأل (٢) سلمانُ الفارسىُّ النبيَّ (٣) عن أولئك النصارى وما رأَى مِن أعمالِهم، قال: "لم يَمُوتوا على الإسلامِ". قال سلمانُ: فأظْلَمَت علىَّ الأرضُ، وذكرتُ (٤) اجتهادَهم (٥). فنزَلَت هذه الآيةُ، فدعا سلمانَ فقال: "نَزَلَت هذه الآيةُ فى أصحابِك". ثم قال النبىُّ : "مَن مات على دينِ عيسى، ومن (٢) مات على دينِ الإسلامِ قبلَ أن يَسْمَعَ بى، فهو على خيرٍ، ومَن سمِع بىَ اليومَ ولم يُؤْمِنْ بى فقد هلَك" (٦).

وقال ابنُ عباسٍ بما حدَّثنى به المُثَنَّى، قال: حدَّثنا أبو صالحٍ، قال: حدَّثنى مُعاويةُ، عن عليِّ بنِ أبى طلحةَ، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ﴾. إلى قولِه: ﴿وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾. فأنْزَل


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٧٣ إلى المصنف -بلفظه- وابن أبى حاتم. وهو عند ابن أبى حاتم في تفسيره ١/ ١٢٧ (٦٣٦)، والواحدى في أسباب النزول ص ١٦ من طريق عمرو بن حماد به، مختصرا.
وأخرجه الواحدى -أيضا- وابن عساكر في تاريخه ٢١/ ٤١٨، ٤١٩ من طريق عمرو، عن أسباط، عن السدى، عن أبى مالك، وعن أبى صالح، عن ابن عباس، وعن مرة، عن ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب رسول الله ، مختصرا. وذكره الذهبى في السير ١/ ٥٢٢ - ٥٢٥ من طريق عمرو به عن السدى بإسناده، مطولا.
(٢) سقط من: م.
(٣) في م: "للنبى".
(٤) في م، ت ١: "ذكر".
(٥) في الأصل: "أخبارهم".
(٦) عزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٧٤ إلى المصنف. وأخرجه الواحدى في أسباب النزول ص ١٥ من طريق ابن جريج، عن عبد الله بن كثير، عن مجاهد، قال: لما قص سلمان. . . وأخرجه ابن أبى عمر المدنى في مسنده -كما في الدر المنثور ١/ ٧٣ - ومن طريقه ابن أبى حاتم في تفسيره ١/ ١٢٦ (٦٣٤) من طريق ابن أبى نجيح، عن مجاهد، قال: قال سلمان:
… ومجاهد لم يسمع من سلمان.