للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكتابِ، ثم يُسَبِّحُ قدرَ السورةِ، ثم يَرْكَعُ ولا يَقْرَأُ. فلم أعرِفْه حتى جهَر، فإذا هو عُمرُ، فكانت في نفسى، فغدَوت عليه، فقلتُ: يا أميرَ المؤمنين، حاجةٌ مع حاجةٍ. قال: هاتِ حاجتَك. قلت: إنى قدِمت ليلًا فَمَثَلْتُ بينَ أن أتخِذَ منزلًا وبينَ المسجدِ، فاخْتَرتُ المسجدَ، فأَرِقْتُ (١) نَشْوًا (٢) مِن آخِرِ الليلِ، فإذا إلى جنبى رجلٌ يَقْرَأُ بأمِّ الكتابِ، ثم يُسَبِّحُ قَدرَ السورةِ، ثم يَرْكَعُ ولا يَقْرَأُ، فلم أعرِفه حتى جهَر، فإذا هو أنت، وليس كذلك نَفْعَلُ قِبَلَنا. قال: وكيف تَفْعَلون؟ قال: يَقْرَأُ أَحدُنا أُمَّ الكتابِ، ثم يَفْتَتِحُ السورةَ فيَقْرَؤها. قال: ما لهم يعلَمون ولا يعمَلون، ما لهم يعلَمون ولا يعمَلون، ما لهم يعلَمون ولا يعمَلون؟ وما تَبْغِى عن السبعِ المثانى وعن التسبيحِ صلاةِ الخلقِ (٣).

حدَّثني طَليقُ (٤) بنُ محمدٍ الواسطيُّ، قال: أخبَرنا يزيدُ، عن الجُرَيْريِّ، عن أبي نَضرةَ، عن جابرٍ أو جُويْبرٍ، عن عُمَرَ بنحوِه، إلا أنه قال: فقال: يَقْرَأُ القرآنَ ما تيسَّر أحيانًا، ويُسَبِّحُ أحيانًا - مالهم رغبةٌ عن فاتحةِ الكتابِ، وما يُبْتَغَى بعدَ المثانى، وصلاةُ الخلقِ التسبيحُ.

حدَّثنا ابن بشارٍ، قال: ثنا يَحيى، قال: ثنا سفيانُ، عن السُّديِّ، عن عبدِ خيرٍ: عن عليٍّ، قال: السبعُ المثانى فاتحةُ الكتابِ (٥).

حدَّثنا نصرُ بنُ عبدِ الرحمنِ، قال: ثنا حفصُ بنُ عمرَ، عن الحسنِ بن صالحٍ وسفيانَ، عن السديِّ، عن عبدِ خيرٍ، عن عليٍّ مثلَه.


(١) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "فورقت".
(٢) في ص: "نسرا"، وفى ت ١، ت ٢، ف: "نشرا".
(٣) ذكره ابن كثير في مسند الفاروق مختصرا بدون القصة ٢/ ٥٩٤ من طريق أبى نضرة به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٠٤ إلى المصنف وابن المنذر، وليس عندهما ذكر القصة.
(٤) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "طلق". وينظر تهذيب الكمال ١٣/ ٤٦٤.
(٥) تفسير سفيان ص ١٦١، ومن طريقه الطحاوى في المشكل ٣/ ٢٤٧، والبيهقى في الشعب (٢٣٥٣)، وأخرجه ابن الضريس في فضائله (١٥٤)، والدارقطنى، ١/ ٣١٣، والبيهقى ٢/ ٤٥ من طريق السدى به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٠٤ إلى الفريابى وسعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.