للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأتاه جبريلُ فأومَأ بإصبَعِه إلى رأسِ الوليدِ، فقال: "ما صَنَعتَ شيئًا". قال: كُفِيت. وأَوْمَأ بيدِه إلى أخْمَصِ العاصِ، فقال النبيُّ : "مَا صَنَعت شيئًا". فقال: كُفِيت. وأومأ بيدِه إلى عينِ أبي زمعةَ، فقال النبيُّ : "ما صنَعْتَ شيئًا". فقال: كُفِيت. [وأوْمَأ بإصبَعِه إلى رأسِ الأسودِ، فقال النبيُّ : "ودَع لي خالي". فقال: كُفِيت] (١). وأومَأ بإصبعِه إلى بطنِ الحارثِ، فقال النبيُّ : "ما صَنَعْت شيئًا". فقال كُفِيت. قال: فمرَّ الوليدُ على قَيْنٍ (٢) لخُزاعةَ وهو يَجُرُّ ثيابَه، فتَعَلَّقت بثوبِه بَرْوةٌ (٣) أو شَرَرَةٌ، وبين يدَيه نساءٌ، فجعَل يَسْتَحْيِي أَن يَطَأْمَنَ (٤) يَنْتَزِعُها، وجعَلت تَضْرِبُ ساقَه، فخَدَشَتْه، فلم يَزَلْ مريضًا حتى مات، وركِب العاصُ بنُ وائلٍ بغلةً له بيضاءَ، إلى حاجةٍ له بأسفلِ مكةَ، فذهَب يَنْزِلُ، فوضَع أَخْمَصَ قدمِه على شِبْرِقةٍ، فحكَّت رجلَه، فلم يزَلْ يَحُكُّها حتى مات، وعَمِى أبو زمعةَ، وأخَذت (٥) الأكِلَةُ (٦) في رأسِ الأسودِ، وأخَذ الحارثَ الماءُ في بطنِه (٧).

حدَّثني يعقوبُ، قال: ثنا هُشَيمٌ، عن أبي بشرٍ، عن سعيدِ بن جبيرٍ في قولِه: ﴿إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ﴾. قال: هم خمسةُ رهطٍ مِن قريشٍ؛ الوليدُ بنُ المغيرةِ، والعاصُ بنُ وائلٍ، وأبو زمعةَ، والحارثُ بن غَيْطلةَ (٨)، والأسودُ بنُ قيسٍ.

حدَّثني المثنى، قال: ثنا عمرُو بنُ عونٍ، قال: أخبرنا هُشَيمٌ، عن أبي بشرٍ، عن


(١) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، ف.
(٢) القَيْنُ: الحداد. اللسان (ق ي ن).
(٣) البروة لغة في البُرَة، وهى الحلقة في أنف البعير.
(٤) طأمن وطمأن بمعنى. اللسان (ط م ن).
(٥) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "أخذ".
(٦) الأكِلَةُ: داء يقع في العضو فيأتكل منه. اللسان (أ ك ل).
(٧) ذكره ابن كثير في تفسيره ٤/ ٤٧١ عن سعيد بن جبير.
(٨) في النسخ: "عيطلة".